♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد نُجيد نحنُ معشر الكبار أن نفصلَ مشاكل البيت عن العمل ، لكنّ ذلك عسيراً أشدّ العُسر على الطفل . ففي حقيقة الأمر ، إذا أردتَ أن تعرف حال أي طفل في هذا العالم في منزله ، فانظر إلى سلوكياته وتصرفاته ! لكننا وفي كثير من الأحيان ننسى هذه الحقيقة التي يتعيّن علينا وضعها نصب أعيُننا دائماً ، ونأخذُ في نعت الطفل بكثير الحركة أو المتمرد ! ويحدث أن نخطئ . . يحدث ذلك كثيراً !
تغيّرت إحدى الطفلات لدينا ، من مُسالمة ومُلتزمة بالقوانين إلى الهاربة من كل شيء ،إلى التي تتحيّنُ الفرص لكي تغيب عن الناظر ،إلى التي تركض في الأماكن التي لا ينبغي لها أن تركض فيها والكثير من الأمور التي أصبحت هذه الصغيرة ترتكبها ، وهي التي لم يكن يُسمع لها حساً وكان يُضرب في حُسن تصرفاتها المثل .
وبناء على تغيرها المفاجئ وازدياد سوء تصرفاتها ، قررنا أنا وصديقتي أمل أن نُناقش الأمر مع والدتها ، وحدث ماكان . أخبرتني والدتها بأنها تشعر بأنها مقصرة في حق ابنتها ، إذ أنها مشغولة جداً بابنتها التي في الصف الأول الابتدائي ، مواد جديدة وجُهد أكثر ! وما زاد الطين بلّة هو تهديد والدها لها بأنها لو لم تجلس هادئة في المنزل فستنجب أمها أختاً لها ! أردفتْ الأم قائلة لي بأنه في اليوم الذي تلقت فيه طفلتها تهديدُ والدها فإنها تبوّلت ولأول مرة في الفراش !
تغيّرت مشاعري من الغضب من هذه الصغيرة إلى الحزن عليها وعلى حالها ، إنها تفتقد حنان أمها ، واهتمام أبيها ، كما أن أختها لم تعد تلعبُ معها ! أنهت والدتها الحوار بالوعد بالمحاولة الجادّة للعدل في المعاملة ، وبدورنا كمعلمات محاولة امتصاص ما تشعر به الصغيرة ومداراة الأمور بلطف وهدوء .
الاعتراف بمشكلة طفلك ، هي أول خطوات العلاج ، كما أن التعاون مع المعلمة وتحديد خطة واضحة هي الخطوة الثانية ، وتأتي الأمور تباعاً لذلك إذا ما تمّت الخطوتان السابقتان : )