فوضى مُنظّمة !
♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا يعني أن تتظاهر أمام صديق أو قريب أنك بخير ؟ رغم أنك تُدرك بأنك لستَ على ما يُرام . هل يعني ذلك أنك مُدرجٌ في فئة المنافقين ؟ الذين يُظهرون شيئاً ويُخفون أشياء ! لماذا يتعيّنُ علينا في كثيرٍ من المواقف في حياتُنا أن نتظاهر ؟ ماذا لو كففنا عن أن نتظاهر ؟ ثمة تساؤلات تُجيبنا الحياة عليها بعد أن ننسى بأننا قد تسائلنا ليلة ما !
أن نتظاهر باصطلاحٍ آخر أن نتغافل يا رفاق ، أن نتجاوز عن كثير مما لو توقفنا عنده لكنّا في عداد الذين يجعلون من ” الحبّة قبّة ” ! لم أجدُ تشبيهاً أجملُ من هذا الذي أخبرني به أحدهم ، أن تتغافل ، يعني أنكَ كرجلِ كان يمشي في طريقه ، فارتطم بكُرة ، ألقى نظرة نحو الرامي ، ثم مضى في طريقه .
هل يجوزُ لنا أن نتجاوز عن كل ما نمرّ به ؟ أن نتغافل حتى يُقال من خلفنا بأننا مُغفّلين ؟! إنني أتحدثُ هنا عن الأمور الصغيرة التي نُطلق عليها ” الأمور التافهة ” ! التي قد يؤدي إعطائها أكبر من حجمها إلى ما لا يُحمد عقباه ، كما الحصى التي يُستهان بصِغرها إلا أنها حين تناسلتْ ، غَدت جبلاً شامخاً !
ما سيجعلكَ تغدو باسماً مُشرقاً ، هو حين تسيرُ الأمور على ما يرام عقبَ تغافلك ، إذ لولاه – بعد الله – لما أمضيتَ مساءك بسلام ، ولربما تفاقمت الأمور حتى أوشكتْ أن تصبح العلاقة شائكة !
أذكر بأن أمّي كثيراً ما تردد عليّ حين أقصّ عليها خبراً مزعجاً ، وتلمحُ من بين أحرفي ضجراً . . تُخبرني : ” مشّي مشّي ” الآن أشعرُ بأن تلك المُتكررتان كانت من أمي كالعجلتين التي بهما سأستطيع أن أمضي بعربتي ، وبدونهما ستتوقف حياتي ، ولن أمضي أبداً !
أعلمُ بأنكَ حين تنوي أن تتغافلَ عن تصرّف ما ، بأن قلبكَ يعتصر ، بودّه لو يُخبره كم أن ذلك ضايقه ، أزعجه ، لكن ذكّر قلبك بأنكما بتغافلكما ستكونا كمن يبدأ بالسلام و الصفح ، و والله لن ترحل تلك الحبيسة من الكلماتِ في صدرك هباءً ، سيُبدلك الله بأمورٍ أكثرُ تألقاً مما كنتَ تتوقع ، كما أنه سيُلهمك بأن “هذه بتلك” . ما هذا الذي أسعدكَ الآن إلا لفعلِ أحسنتَ صنيعه قد رضيَه الله منك وها هو الآن يُرضيك : )
سأرسلُ لكل الصديقات هذه التدوينة ، وإني والله لا أقصدُ بها لا موقفاً بعينه ، ولا صديقة بعينها ، لكنها الأمور جاءت مُجتمعة : )
ما وراء النبض ؛
ياربّ لا تُذقنا تغيّر القلوب من غير حُجّة *