عن العازفة وقلبها ، وحكايا لا تنتهي :)
ذلك لأنَّها تُحاصرنا، تُقيِّدنا، دون أن نلحظ ذلك أو نُلقي له بالًا، لكن هذا ما يحدث تمامًا، ولما غاب عنّا ما يُعيقنا على أن نتحرّك، فَترت الهِمم، وضَمُرت الانجازات!
منذ أن صارت- الصورة المثالية- هي كلّ ما نفكّر به، باتت اجتماعاتنا بالكاد تُذكَر، أصبح الواحد منّا يفكر ألف مرّة في تفاصيل دعوته لأهله وجيرانه، ماذا يقدّم لهم؟ أي الأواني ينتقي؟
تعدّى الأمر للاجتماعات، ليمتد لحياتك الشخصية، عاداتك، أهدافك، حين تملك عادة “كانت” فيك، ثم ما تلبث أن تنوي العودة لها، لا تُرضيك أي عودة! بل لا بد أن تكن تلك العودة قوية! ليصل الأمر في نهايته بالتسويف الذي هو الموت البطئ للرغبات والطموحات والهِمم العالية.
يكفينا من القلادة، ما أحاط بالعُنق، يكفينا من العودة لكل ما نحبّ خطوة واحدة يسيرة، دون تكلف، دون سرف الكثير من الوقت؛ لانتظار وهم الوقت المناسب، لذلك كان “خير البرّ عاجله“، فكم من المواطن في القرآن يخبرنا الله فيها بخيرية المُسارعة في الخيرات، نحن نملك الكثير مما نرغب في تحقيقه والوصول له، لكننا لم نفعل بعد! نغفل أن الخير مكّننا الله منه اليوم، وما لم نؤده على الوجه الذي يرضاه عنّا، يُسلب منا ذلك الخير الذي ظننا أنها موهبة أو أنّها عطيّة خاصة بنا!
وإنما العودة كالابتداء، حدّثتُ صديقتي مرّة أني أرغب في تقديم مفهوم لصغاري، لكنه لم يكتمل بعد، تحضير المفهوم ” بالصورة المثالية” قد يتطلب أكثر من سنة! ويبدو أنني كنتُ أبحث عن المثالية! أخبرتني بأنّ الخير بين يديّ، وحقًا عندما قالوا: ” الجود من الموجود”، لا تمدنّ عينيك، اكتفِ بما عندك، وانطلق انطلاقة “عادية” لا تشترط في انطلاقتك أو عودتك أن تكن خارقة! يكفي لتلك الانطلاقة أن تكن محفوفة باستعانتك بالله وتوكلك عليه، ثم امضِ، وثق بأنه بمقدار صدقك مع الله، سيكون المسير قويًا، يصدح الأرجاء.
وأما عن نصيحة صديقتي، فحقًا قولها، وما أنطقها إلا الله، خلال شهر واحد، مكنني الله من تقديم مفهوم الرسول صلى الله عليه وسلم، لصغاري، الأمر الذي لم أفعله خلال سبع سنوات من تدريسي! ولقد أراني الله فتحه، ونصره، وتأييده، أراني جميل تسخيره لصويحبات مُعينات لي على الطريق، أشهدني فتحه لقلوب صغاري، للحد للذي يجعل الأمهات تبحثن أكثر عن سيرته صلى الله عليه وسلم؛ لكثرة إلحاح صغارهن لمعرفة المزيد، وما كان ذلك لولا الله، لولا معونته.
ثِق بأن القلوب عطشى، ومع ولادة كل فتنة ونموها، يزداد حرّ العيش، تزداد الحاجة للرّواء البارد، ليس كل ما حولنا يروي، رغم كثرته، لكنه كالغثاء! مع كل الذي يحدث حولنا، تزداد مسؤوليتنا بأن يعمل كل في مجاله، كل حسب استطاعته، وفي الوقت الذي تتنازل فيه عن أن تقم بدورك، ظانِا أنّ ما تركته فيك، ستجده بعد سنوات كما هو! لا شيء يبقى كما هو، ما لم تُغذيه بنفسك، وتتعب من أجله وتكلّ.
لن أراجع ما كتبت، لن انتقِ أفضل صورة، ولا أفضل عنوان لهذه التدوينة! حتمًا هذا ما يعيقني ويؤخرني! لذلك لن أفعل، أول الكلمات، هي أفضلها وهي ما سأنشرها دون تحرير، والله الموفق.
هذه تدوينة العودة- بحوله وقوته- للكتابة والتدوين : )