عن العازفة وقلبها ، وحكايا لا تنتهي :)
♥
السلام عليـــــكم ورحمـــة الله وبركاته
بدأ الأمرُ وكأنه شيئاً / حدثاً عادياً ، صُداع يُداهمها فيُربك ما كانتْ تفعله ، تتشتتْ فلا تدري ما تصنع ؟ تتخبط قليلاً ، تتألم قليلاً ، كل شيء في بداية الأمر كان قليلاً ويا ليته استمر على ما كان ! تنام قليلاً استجابة لنصائح أهلها بأنه ” شويّة ارهاق ” ، تستيقظ وتشعرُ بداخلها بأن بذور الألم قد نامت بداخلها وبأنها ستفيقُ في حين ما .. وذلك الحين قريب .. قريبٌ جداً لكنّ أصواتهم تُقاطع تفكيرها : ” كيف راسك ؟ ”
تنسى صديقتنا هذه صُداعها هذا وتأخذها دوامة الحياة فتعمل وتُنجز ، تلهو وتسعد تضحك تعيش بسعادة ، إلا أن هذا الأخير لم يُنهي ما ابتدأه فقرر أن يكون واضحاً معها فأصبح يزورها في فترات متقاربة جداً حتى أصبحتْ زياراته ثقيلة ، بئيسة .. تعيسة أكثر من كونها سيئة يا قوم ! عُرفت هذه الصديقة بـ ذات الصداع ! لكثرة نوبات الصداع التي تَجتاحها ، حتى ساء حالها ، وأصبحتْ في الأشهر الأخيرة دُمية للأطباء الذين يختبرون مهاراتهم الطبية عليها ! فالأوّل يُحلل ويقول ” دلع بنات ” والآخر يعلل بأنه ” نقص حديد ” وهو ما يسبب كل هذه النوبات ! الأمر الذي جعلها تعيش بأن هناك أمل للشفـاء ! تمسكتْ بالحديد حتى أوشكت أن تقضمْ قطع الحديد قضماً على ألا يُعاودها الألم بتاتاً !
حدث أن اقترح أحدهم بأن يذهب بها إلى طبيب المخ والأعصاب للاطمئنان أكثر ، كان هَذا الاقتراح على مرأى ومسمع من طبيب الطوارئ الأمر الذي أثار حنقه وجعله يردف قائلاً : ” في ايه ما تصلي ع النبي ، متشوف البت سليمة وزي الفل مشاء الله بس شوية ارهاق ! “.
ومع تكرار ذهابها للطوارئ لأكثر من ثلاث مرات متتاليات تعيّن عليها الذهاب لطبيب المخ والأعصاب ليكون الفيصل في الأمر العُضال وكان ماكان . ذهبت صديقتنا ذات الصُداع برفقة والدتها ابتدأت جلستها مع الطبيب باستمارة مطوّلة جداً من الأسئلة :
اشرحي لي الصداع ؟ هل تزعجك الأضواء ؟ الأصوات ؟ في أي منطقة يتركز الألم ؟ هل يريحك النوم ؟ هل تُريحك المسكنات ؟ .. الخ تفاوتت اجابات صديقتنا بين أمل الطبيب وبين خيبات أمله فما كان منه إلا أن أخبرها بأن ما لديها واضح للعيان جداً : تُعانين من الشقيقة !
لم يُحزن تلك الفتاة ذات الصُداع إلا منظر والدتها التي طلبت أشعة وفحصاً كاملاً تأكيداً على ما قاله الطبيب ، تودّ بذلك تكذيباً لما سمعته ، أخبرها بأنه في حالة الشقيقة تسلم الأشعة كما يسلم تَخطيط المخ ويبقى الألم هو الألم . . .
انتهتْ الحكاية ولم ينتهي ألم صديقتكم التي نسيت أن أخبركم بأنها أنا والحمد لله على كل حال : )
العبرة :
تحققوا فيما يقوله لكم الأطباء ، اسعوا لصحتكم بأنفسكم ، فالأطباء ليسوا بملائكة وكلامهم ليس هو عين الصواب ، طالب بحقوقك ، وناقش ما اُستصعب عليك قبل أن تكبر علّتك ، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين : )
زاوية ،
لك الحمدُ مهما استطال البلاء ♥