( لولا المُربِّي ما عرفتُ ربي )
♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينَ آثرهم على نفسه حيثُ أمرهم بأنْ يسبقهم بالمُغادرة ليطمئنّ عليهم ثمّ .. يُدبّر هو أمره بنفسه برفقة القليل من أصحابه الذين لم يُغادروا ليلحق بأصحابه ! .. حين يتحسّس مواطنْ قوة أصحابه فيهبها وقوداً عاطفياً لتصير أقوى وأكثر فعالية .. حين يُشعرهم بأنّهم مٌنجزون حتى الضّرير منهم وهبه مكانته حين غيابه ! .. كل تلك الأشياء الصّادرة منك يا رسول الله أرهقتني وأبكتني :””
شاهدتُ حلقة ( حبّ النبي لأصحابه ) في برنامج قصّة حب ، ذكر الداعية مصطفى حُسني محاور عديدة للصداقة والحبّ الحقيقي الذي يتوجب علينا أن نكونه مع أصدقائنا ، مع من نُحبّ . من بين ما ذكره هو :
♥ أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يُحبّ أصحابه لنفسهم لا من المنافِع العائدة منهم إليه ، كيف يكون ذلك ؟ استحضر الداعية مصطفى موقفاً لأحد أصدقائه حين أهداه ” سُبحة ” فقال لمصطفى : ” سبّح بها عشان آخد ثواب ” !! هو بذلك يُعلن عن أنانيته ويُصرّح عن أولويته قبل أي شيء ! ما ضّره لو قال له : ” أهديتكَ هذه لتذكر ربّك فيذكرك ” وفي كلتا الحالتين ستــــؤجر حتى لو لم تُعلن رغبتك هـــــذه . فكّر في المواقف التي فعلتَ شيئاً ما أياً كان لأحد أصدقائك وكان فعلكَ جميلاً جداً ولكنكّ لم تُتمم جمال فعلتك بتحسين نيتك وانتقاءك لألفاظك .
♥ حين بناء المسجد النبوي الشّريف ، كُلّتْ أجساد أصحابه عليه الصّلاة والسلام إثر عملهم ليل نهار لإتمام البناء ، ما الفعل المُناسب الذي يجب عليكَ أن تتخذه لو كنتَ هناك ترقبُ الموقف عن قُرب ؟ .. لم يأمرهم الحبيب بأن ” يشدّوا حيلهم ” بل علم وأدرك بأن الوقتَ العصيب هذا هو وقت ترويح النفس وتطبيب القُلوب فأخذ يحمل معهم حتى تلوّثت يداه وأخذ ينشد : ” اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فارحمْ الأنصار والمُهاجرة ” . كم من المرّات قمتَ بتوبيخ صديقك حين كان يمرّ بظروف معقدة فكان أول ما تلقّاه منك هو ” ألم أقل لك بألا تفعل هذا !! ” ، فكّر في حجم الأسى الذي يشعر به صديقك آنذاك ، حتى لو كان مُخطئاً .. ” الطبطبة ” أولاً ثم تأتي البقية تباعاً .
♥ كان من بين الذين يبنون المسجد الشريف صاحب يمني وأهل اليمن عُرفوا بصناعة الطّين – الطّوب ، يقتنص الرسول عليه الصلاة والسلام الفُرصة فيُبادر بإبراز قدرات هذا الإنسان بقوله : ” ياهذا أنتَ من أهل اليمن، إنك تُجيد صناعة الطّين ، فاصنع لنا اللّبْن ” . هل تعلم ما الذي يُجيده صديقكَ وسعيتَ معه ليكون أفضل في الأمر الذي يبرع فيه ؟ هل تكفّلت اهتمامه وكنتَ له خير مُعين لأن يرقى فترقى معه بحبكما ؟
♥ عبد الله ابن أمّ مكتوم – الضرير – كان لا يستطيع المشاركة في الحروب والمعارك ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ) لكنّه كان بينه وبين نفسه يشعرُ بالحزن لأنه يضطر للبقاء مع المُسنين والشيوخ النساء والأطفال .. وهو بينهم قويّ لكنه ضرير ! أظهر الرسول عيه الصلاة والسلام قوته وبدّد الضعف الذي يشعر به حيث أخبره بأنه سيكون مكانه حين غيابه يؤذّن بالناس ويُقيم الصّلاة ويٌصلح شؤونهم لحين عودتهم من الحرب . هل كنتَ يوماً سبباً في ابدال شعور سيء يمتلّك قلب صديقك ؟ وأبدلته لما هو خير ؟ !
صديقاتي اعذرن قُصوري ، وسأبدُل الذي هو أدنى بالذي هو خير ♥