♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد أن أنهيتُ ماكان يُزعجني بقاءه بيوم وليلة ، وحين وضعتُ رأسي الذي ظنّ أنه ارتاح بفعلته ، شعرتُ بأن إحدى خلاياي الدماغية قد وكزتني وكزة بقوة وكزة موسى عليه السلام حتى كادت لتقضي عليّ ! تذكرتُ بأن صديقة قديمة العهد بمعرفتها اسمها هديل قد فقدتها بفقدان إيميلي الذي قمتُ بإلغائه !
ما أعرفه عن صديقتي هديل أنني تعرفتُ إليها عن طريق أحد المنتديات في مُراهقتي يوم أن كنتُ بمرحلتي الثانوية ، كنا نتحدث بالماسنجر كثيراً ، حتى زفّت إلي خبر زواجها بعد عدة سنوات من معرفتي بها ، تزوجتْ هذه الصديقة وأنجبت فتاة جميلة كأمها التي لم أرها ولم أسمع صوتها لكنني أثق من أن جمال روحها يعكسهُ الظاهر . .
آخر محادثة بيننا لا زلتُ أذكرها والتي كانت قبل عدة أشهر ، أرسلتْ لي صورة ابنتها وكانت ترتدي ثوب خليجي أحمر ، بالمناسبة حتى صورة ابنة صديقتي المفقودة فقدتها ! وذلك يؤلمني . ثم تواترتْ أحاديثنا وتذكرتُ بأني لم أخبرها بأنني ذهبتُ للرياض العام الماضي ، رغم تأخر إخبارها لكنني أخبرتها ، أذكرُ بأني امتدحتُ شوارع الرياض وقلتُ لها بأنني أشعرُ بأنه بالإمكان التزلج عليها ، ثم قاطعتني بصفتها من مواليد وسكان الرياض قائلة لا يغرك يا إيناس ، انتي رحتي للشوارع العامة ! وأردفتْ قائلة تعرفين في اليابان كيف يتأكدون إذا الشارع كويس أو لا ؟ يحطون كاسة موية مليانة في السيارة ، ولو اتحركت الكاسة أو انكبت الموية معناته في خلل ! . أنهينا حديثنا هذا ثم أخذتُ استشيرها حول رغبتي في شراء جهاز الآيباد ، تناقشنا حول الموضوع وأنهيناه بأني سأخبرها بالنوع الذي سأقتنيه . .
هديل . . .
أتلاحظين بأنني أُكثر من وضع النقاط ولا أكتفي بواحدة ؟ النقاط تُشعرني بأن ثمة حديث آخر سأكتبه عنكِ حين يستعيدكِ قلبي ثانية ، بينما النقطة الواحدة تعني بأن الأمر انتهى ، وذلك ما لا أرغب بتصديقه . . .
هديل ، اشتقتُ إليكِ ، لأحاديثكِ عن ابنتك التي نسيتُ اسمها أيضاً لكنني أذكرُ ملامحها جيداً . أتعلمين بأني نادمة نادمة ؟ كيف لم يخطرُ عليّ يوماً بأن أحادثكِ صوتياً ؟ أم أننا اعتدنا أن نكتب ونسينا بأن التقنية مالها أمان تماماً ككثير من البشر حولنا . . .
هديل ، إن كنتِ تقرئيني ، رجوتكِ مليار مرّة بأن تراسليني عبر المدونة ، أعدكِ بأنني سأحتفظُ بك جيداً هذه المرة . . .
هديل ، أرجو من الله أن تلحظي عدم وجودي في قائمتك ، أن تلحظي فُقدانكِ لإيناس ، فتبحثين عني كما أنني أبحثُ عنك . . .
هديل ، تماسكتُ حتى هذه اللحظة وتعمدتُ ألا أضع أيّ وجه حزين ، رغم أن مشاعري من أولها لآخرها كذلك ، لكني لا أود أن أيأس ، أن أفقد الأمل ، لأنني أثق من أنك ستجدين السبيل إلي بإذن الله ، ثم أنني لم اقتني الآيباد بعد !
لكل من يقرأني ، ساعدوني في استعادة صديقتي بنشر هذه التدوينة ، وإني والله لكل من ساعدني لداعية له بأن يكُن الله عونه في كل شؤونه ()