♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتبُ هذه التدوينة ونوبة الشقيقة على أوْجِها لكنّه الإلهام الكتابي وما يفعل ، يجعلك تُمسك رأسك بيُمناك وبالأخرى تُدوّن فغضّوا الطرف عن النواقص :”)
لا أدري حقيقة ما الذي أودّ كتابته تحديداً لكنني أشعرُ بأنني مُلهَمة إثر حديث طويل جميل مع صديقتي رحمة ، حدّثتها كيف أن الحياة تتغير ثم بدّلتُ ذلك وقلت : ” أو بالأصح الناس اللي بتتغير وبتخلينا نشوف الحياة غير ” فلم يتغير الزمن يوماً ولم يتبدل ، وبُورك من قال ذات زمن :
نفسك عالم عجيب،
يتغير ولا يستقر على حال
تحب المرء فتراه ملكاً،
ثم تكرهه فتبصره شيطاناً،
وما ملكاً كان قط ولا شيطاناً ولا تبدل، ولكن تبدلت حالة نفسك
وتكون في مسرة فترى الدنيا ضاحكة
حتى لو أنك كنت مصوراً لملأت صورتها لوحتك بزاهي الألوان،
ثم تراها وأنت في كدر باكيةً قد غرقت في سواد الحداد،
وما ضحكت الدنيا قط ولا بكت ولكن كنت أنت الضاحك والباكي
أخبرتها كم أنني ولأوّل مرة أشعرُ بأنه قُبيل ميلادي الذي أوشك أن يأتي أشعرُ بأنني نضجتُ كثيراً ، أكثر مما توقعتْ ، أسهبتُ لها كيف أن التجارب تلك جعلتني أشعر كمن صعد على كتف أبيه ليرى الضفة الأخرى التي لولا علوّه ذلك لما استطاع أن يصل لما وصل له ، وكذا الحال معي ، فكل ما مررتُ به خلال هذه السنة جعلني أرى ما كان مُغيّباً عن ناظريّ ولولا الله ثم المواقف ، الأشخاص الذي قد يصفهم الكثيرون بالسوء ” مواقف سيئة ، أشخاص سيئون ” إلا أنني لا أحب إلا أن أصفهم بأنهم قدَر من الله ما أرسلهم لنا إلا لحكمة نعلمها أو نجهلها ، وفي كل الأحوال أنتَ من تقرر هل هذا قدَر لك أم عليك : )
أنهيتُ اسهابي ذاك بسؤالي لـ رحمة : ” ليه يارحمة أنا بتغيّر ؟ ” لم تُكثر الوعظ والإرشاد ، سوى أنها أجابتني بأن الفتاة في عمر المراهقة يكون كِبَرها بتغير جسدها ، فرض الحجاب ، الدورة الشهرية .. الخ أمور واضحة جداً تتقبلها الفتاة وتعلمُ بأنها نضجت وينتهي الموضوع ، لكن حين نكبر يا صديقتي يكون كبرنا بأمور لا يُدركها الكثير ولا يلحظها ، يكون كِبرنا بالتجارب ، تغّير عقلي نفسي يا إيناس ، أرى بأنك تكبرين جيداً : ) . كما أخبرتني بأنّ : ” مافي حلاوة من غير نار ” وضريبة أن نصل لمرحلة النضج هو أن نتألم بعض الشيء حتى تصقلنا الحياة أكثر فنُصبح أكثر توهّجاً : )
تحدثنا أيضاً عن مشاعر الإنسان في بعضِ الحالات التي يظنّها الناس مجرد حالة عادية ولا يدرون أيّ توعكّ يتوعكه ما الله به عليم ، تذكرتُ حينها امتعاضي ليلة البارحة حين أسررتُ لصديقتي بيان حين رأيتُ في أحد الأماكن الترفيهية وقد استضافوا أطول وأقصر رجلا في العالم ! لم أقتنع بالفكرة تماماً وما جعلني أقول هذا إلا لنظرات المارّون بهما . أخبرتها كم أن نظرة العملاق وكأنه يستجدي كل الناظرون بأن كُفّوا عن الإشارة ولا تُذكروني بآفتي التي أعلمُ بأنها مني ، تذكرتُ طه حسين حين وصفَ شعوره كم أن كلمة ” أعمى ” تجعله يشعر كم أنه عاجزٌ عاجز ! توصلتُ مع صديقتي بيان بإن سبب حضور هذان الإثنان لهنا هو إما لأنهما مقتنعان بأن يكونا كالتمثال يتصور الناس معهما أو بأنهما مضطران لكسب المال وتحمل أذى النظرات تلك وإني لأرجّح الثانية من سوء ما رأيت وشعرت : (
حدّثتني رحمة أيضاً عن شرور بعض البشر في حصولهم على مُرادهم إن لم يحصلوا على ما يريدون “بالطيّب” همست لي كيف على الإنسان أن يكون حذراً من تلك الفئة ومن شرّ ما أوتوا به ومن أجمل ما اختتمتْ به حديثها هو أن قاطعت حديثي الذي لا أدري كنهه قائلة لي : إيناس (أليس الله بكافٍ عبده) ؟ صمتُ بعدها وشعرتُ بأن لي رب يحميني ممن أرادوا بي سوءاً أو مكيدة ، وابتسمت : )
أذكركم بأنني لا أدري لمَ أكتب كل هذا إلا أنني أؤمن بأن كثيراً مما تتفوه به صديقتي رحمة مُلهم يستوجب أن أكتبه : )
زاوية ؛
رحمة لستِ ككلّ من عرفتْ ، لكنكِ تفعلين في إيناس ما عجز غيركِ عن فعله . . ربّاه اشتقنا فاجمعنا ()