♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة في كتاب نهاية العالم لكاتبه ، الشيخ الدكتور محمد العريفي ، يقع الكتاب في 383 صفحة ، بأسلوب بسيط ومقنن مع صور توضيحية لبعض العلامات المذكورة في الكتاب . ساعدني الكتاب على تعديل المفاهيم المتعلقة بعلامات الساعة . جزى الله شيخنا الفردوس الأعلى من الجنة .
أقسام أشراط الساعة ، تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : العلامات الصغرى ، وهي نوعان :
النوع الأول : الأمارات البعيدة : وهي التي ظهرت وانقضت ، وهي علامات صغرى ، لبُعد زمن وقوعها عن قيام الساعة ، مثل : بعثة النبي وانشقاق القمر ، وخروج نار عظيمة بالمدينة .
النوع الثاني : الأمارات المتوسطة : وهي التي ظهرت ولم تنقضِ بل تتزايد وتكثر ، وهي كثيرة جداً ، وهي علامات صغرى أيضاً ، منها : كثرة الكتابة وانتشارها ، ولادة الأمة ربتها ، تطاول الحفاة العراة وخروج دجّالين ثلاثين يدّعون النبوة . . للاستفاضة ، أنصح بالعودة للكتاب .
القسم الثاني : العلامات الكبرى :
وهي التي تعقبها الساعة إذا ظهرت ، وهي عشر علامات ، ولم يظهر منها شيء :
قال حُذيفة : “اطلع النّبي – صلى الله عليه وسلم – علينَا ونحنُ نتذاكر ، فقال : ” ما تذاكرون ؟ ” قالوا : ” نذكر السّاعة ” قال : ” إنها لنْ تقوم حتى تروا عشر آيات ” فذكر :
1. الدخان
2. والدجال
3. والدابة
4. وطلوع الشمس من مغربها
5. ونزول عيسى بن مريم عليه السلام
6. ويأجوج ومأجوج
وثلاثة خسوف :
7. خسف بالمشرق
8. وخسف بالمغرب
9. وخسف بجزيرة العرب
10. ونار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم .
آثرتُ الحديث عن ظهور المهدي وعن فتنة المسيح الدجال لكثرة اللغط واللبس ..
المهدي – وهو من العلامات الصغرى :
عن علي رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” المهدي منّا أهل البيت ، يُصلحه الله في ليلة ” المقصود بالحديث أن المهدي ( محمد بن عبد الله ) لن يعرف نفسه أنّه المهدي ، حتى يُبايعه الناس ، ويجتمعون عليه ، وهو ليس بطالبٍ للخلافة ، ولذلك يبايعه الناس وهو كارهٌ لها .
ومعنى ( يصلحه الله في ليلة ) أي يجعله الله يقتنع أنّه المهدي المقصود بالأحاديث ، ويؤتيه من صفات القيادة ما يؤتيه .
ضوابط في التعامل مع أدعياء المهدية :
1. أن المهدي لا يدعو إلى نفسه ، ولا يُنادي إلى بيعته ، وإنّما يُبايعه الناس وهو كاره .
2. تطابق اسم المهدي مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم ( محمد بن عبد الله ) .
3. كون نسبه يرجع إلى الحسن بن علي – رضي الله عنهما .
4. أن تنطبق عليه الصفات الواردة في الحديث :قال الرسول – صلى الله عليه وسلم :” المهدي منّي – أي من نسلي – هذا نسبه ، ثم ذكر صفاته الخلقية فقال : ” أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما مُلئت ظلماً وجوراً ، ويملك سبع سنين “
أجلى الجبهة : أي مُنحسر الشعر من مقدمة الرأس ، أو واسع الجبهة .
أقنى الأنف : أي طويل الأنف وحدب في وسط الأنف – أي ليس أفطس الأنف .
5. الظروف التي يظهر فيها :
♪ اختلاف يقع بعد موت خليفة .
♪ امتلاء الأرض ظلماً وجوراً .
♪ اقتتال ثلاثة كلهم ابن خليفة .
♪ يظهر في مكة ، ويُبايَع بين الركن والمقام .
♪ كونه صالحاً تقياً ، عنده علم شرعي وحكمة .
المسيح الدجال :
بعض الأحداث التي تسبق خروجه :
1. تكثر الحروب بين المسلمين والروم والنصارى ، فينتصر المسلمون .
2. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يُصيب الناس فيها جوع شديد ، يأمر الله تعالى السماء في السنة الأولى أن تحبس ثُلث مطرها ، ويأمر الأرض أن تحبس ثُلث نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثانية ، فتحبس ثلثي مطرها ، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله ، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله ، فلا تنبت خضراء ، فلا يبقى ذات ظل إلا هلكت إلا ماشاء الله ( أي تموت جميع الأشجار إلا القليل منها ) فقيل : يا رسول الله فما يعيشُ الناس في ذلك الزمان ؟ قال : ” التهليل والتكبير والتحميد ويجزؤ ذلك عليهم مجزأة الطعام ” .
3. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” لا يخرج الدجال حتّى يذهل الناس عن ذكره ( أي يتناسون ) ، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر “.
وقد ذكر النبي أن سبب خروج الدجال ” إنما يخرج من غضبة يغضبها ” وسيمكث في الأرض أربعون يوماً وأما حال النساء آنذاك فهنّ أكثر من سيخرج إليه ! حتى إن الرجل ليرجع إلى أمه وابنته وعمته وأخته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه .
سُبل النجاة من فتنة الدجال :
1. البُعد عن لقائه :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسبُ أنه مؤمن ، فيتبعه مما يُبعث به من الشُبهات ” .
2. الاستغاثة بالله :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” .. فمن ابتُلي بناره ( أي نار الدجال ) ، فليستغث بالله ” .
3. قراءة فواتح سورة الكهف وهي العشر الآيات الأولى .
4. قراءة سورة الكهف :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” من قرأ سورة الكهف كما أُنزلت ، ثم أدرك الدجال ، لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل ” .
5. اللجوء إلى أحد الحرمين الشريفين والاعتصام به ؛ لأن الدجال لا يدخل مكة والمدينة .
6. الاستعاذة من فتنة الدجال في آخر الصلاة :
وذلك في التشهد قبل السلام ، بأن تقول : ” اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ، ومن عذاب القبر ـ ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ” .
7. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” .. وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كلّ مؤمن ، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف ” .
ويهلك الدجال في بلاد الشام ، وقاتل الدجال هو عيسى بن مريم عليه السلام .
..
أجزاء كثيرة في الكتاب كان من العسير إتمامها ، تلك المواطن أصابتني في مقتل . على غرار هدم الكعبة على يد رجلٌ من الحبشة ، مجيء زمان السجدة فيه تعدلُ الدنيا وما فيها ، ومجيء زمان – أيضاً – يٌخيّر الرجل فيه بين العجز والفجور ، رغم مرارة شعورك بأنك عاجز ، لكن تلك المرارة ستكون طريقة نجاتك ! هكذا أخبر الرسول عليه صلوات الله وسلامه عليه .
مررتُ على علامة ( تسليم الخاصة ) والتي تعني أن يلقي المرء السلام على من يعرف ، ويدعُ السلام على من لا يعرف . تذكرتُ كل الذين لا يعرفوني و يمرون صامتون ، تذكرتُ نفسي حين أمرّ صامتة أمام من لا أعرف .. تذكرتُ الثلّة القليلة التي تلقي السلام باسمة دون أن تعرفني . وسألتُ الله أن يخلصنا من غفلتنا .
ثم قرأتُ متى يأذن الله ليأجوج ومأجوج بالخروج ، ففي كل يوم يحاولون خرق السد ، حين يكلّون يوكلون العمل للغد ، يأتي الغد ويعود السد كما كان ، يُعيده الله وتذهب جهودهم سُدى ، حتى يأتي يوماً عادياً كبقية الأيام التي كانوا يعملون بها ، الشيء المختلف الذي سيحدث هو أن يسوق الله لهم من قبيلتهم من يخبرهم ” اكملوا في الغد إن شاء الله ” فكان توكيله المشيئة لله كفيل بـألا تتصدى السماء لعظمة هذه الكلمة ، فيأتي الغد فيرون ما عملوه بالأمس كما هو . تفكرتُ كيف أن الله يعلم بأن هذه القبيلتان ستعيثُ في الأرض فساداً ، لكنه سهّل خروجهما بعد ( إن شاء الله ) .. وكيف أن الكثير من الأشياء التي نرغب بها قد تضيع – أو أنها ضاعت بالفعل – منا دون أن نُدرك ذلك يا رفاق ! تخيلتُ أن يكون العائق دون خروجنا مما نحنُ فيه من الابتلاءات التي لا تنتهي هو عملٌ قلبيٌ صغير كــ ” إن شاء الله ” . لم أبكِ لكن قلبي أسرف في البكاء .
تأملتُ إخبار الرسول بأنه سيأتي زمان لن يبقى فيه أحد إلا لحق بالشام ، وتوصيته بالاستنجاد بها في أكثر من موطن بقوله ” عليكم بالشام ” ، الشام الأرض الطيبة التي تعاني الكثير ، كيف سيجعل الله الملاذ والخلاص لمآزق الأمة . اللهم انصرهم نصر عزيز مقتدر .
وبعد كل الذي قد سبق ، يبشرنا المصطفى فداه أبي وأمي : ” أمّتي أمة مرحُومة لا عذاب عليها في الآخرة ، جعل الله عذابها في الدنيا : القتل والزلازل والفتن ” . ما أرحم الله بنا ، حتى في أشدّ صور العذاب ، هو يرحمنا يا رفاق . .
وقال صلى الله عليه وسلم : ” بادرُوا بالأعمال فتناً كقطع الليل المُظلم ، يُصبح الرجل مؤمناً ، ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ، ويُصبح كافراً يبيع دينه بغرضٍ من الدنيا ” . بادروا يا رفاق بكل عمل تظنونه بأن لا رجاء منه ، ثمة رجاء خلف كل عمل صغير تفعله إن أنت أخلصتَ النية ، انشر هذه التدوينة فوالله إني لكَ للخير باغية . . انشروا العلم فالناس بحاجة لتذكير .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وأحسن خاتمتنا ، وتوفنا مع النبيين والصديقيين والشهداء