♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الحب مجدداً أكتب ! لكني أعدكم بأن هذه المرة لن تكون كبقية الكلمات التي أرددها ، لا أود إخباركم بأن الحب جميل ! فلستُ بخبيرة ، لا أود إخباركم بأن الحياة جميلة مهما تعقدت ، لازلتُ غير واثقة من ذلك أيضاً ! فضفضة ؟ أمور متشابكة أود فض النزاع بينها ؟ لا أدري ! لكني حول الحب سأُدندن . . بالمناسبة غُضوا الطرف عن عدم ترابط محاور ما سُيكتب ، وشكراً سلفاً : )
♫
لم أكُ مُدركة بشكل كاف كم أن قاموس مشاعري – أو مشاعرنا – ضَحل إلا حين أخبرتنا بذلك إحدى الدكتورات ، حيثُ قالت بأن كثير من الفتيات يقولون بأنهن وقعنَ في الحبّ وهنّ في الأصل لا يدرين ما يعنيه الحب ! هل يعني ذلك بأنهن كاذبات ؟ بالطبع لا ! لكن سبب ذلك هو رؤيتهنّ القاصرة على مشاعرهن ، فجُلّ ما تعرفنَه هو : الحب أو الكره قياساً على الحلال والحرام ! نحنُ وإن كنا قد نعلم أن ثمة مشاعر أخرى غير أن أحبّ شخصاً ما أو أن أكرهه لكن حين نكون بموقف ما ، ننسى كل ذلك جهلاً ! لأن أدمغتنا لم تعتد على ذلك ! بين الحب والكره مشاعر جميلة وسيئة ، فهناك التفضيل ، الإعجاب ، التودد، وهناك الانزعاج ، المقت ، الاستياء ، الامتعاض ، ثم تنتهي بالحب والكُره .
ظننتُ بأن ذلك معروفاً لدي ، لكن خاب ظني بنفسي حين لاحظتُ بأنني أردد لأطفالي حين يسيئون التصرف بأني حزينة ! ثم أصمت وأصحح ما تفوهّتُ به ، فأفعالهم مدعاة لأن أشعر بالانزعاج ، بالاستياء لا أن أكون حزينة ! والأمر سيان عند الحديث عن الفرح ، هناك البهجة ، والانتشاء ، والشعور الرضا .
الضرر الذي قد نجنيه جراء فقر قاموس مشاعرنا كثير يا رفاق ، قد يُساء فهمنا فيما إن أخبرنا أحدهم بأننا نحبه لكننا في الأصل لا نحبه الحبّ الذي قد يصل إليه على أنه ” شُبهة ” بيد أنه مجرد تفضيل وإعجاب ! قد يتضرر القلب الذي هو أمانة في أعناقنا ، قد يتوهم بأنه واقع في الحب ، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث ، وقد يُعاني ما يعاني ثم يكتشفُ ذلك متأخراً وقد . . ينفى دون أن يكتشف ! كأنني أكتب مقالاً رتيباً ؟ لا أدري حقيقة ، اعذروني رجاء .
♪
كان ولا زال من أكثر الأشياء التي لا أُجيد التعامل معها هو حين تخبرني إحداهن بأنها واقعة في الحب – أقصد الحب المحرّم شرعاً – حسناً رغم أن كل من أخبرنني سابقاً يدركن كم أن كلمات التعنيف ستأتيهن تِباعاً ! لكن الأمر ينتهي لأكون : الصديقة التي يجب أن تعلم ! في كل مرة انتهي فيها من سماع قصة حب جديدة ، انفردُ وحيدة وأغرقُ في البكاء ، أشعرُ بالضعف ، بقلة الحيلة . فلا الصديقة تقبلُ حديثي ، و لا هي قادرة على تخبئة الأمر عني ! أجدُني على حين غفلة في مفرق صعب جداً ! لم أحسن التصرف طِوال حياتي إلا مرّة واحدة : أذكرُ بأني حينها تحدثتُ مع صديقتي بحزم ، خيّرتها بأن تختارني أو تختاره !
حسناً لم أقول هذا الآن ؟ قبل عدّة أيام كنتُ أتحدث مع صديقتي ، أخبرتها كم أن الأمر يُنهكني حين اضطر لسماع ما لا أرغبُ فيه ، رغم أني وصديقتي هذه قد تحدثنا في هذا الموضوع مراراً ، إلا أنها كانت هذه المرة مختلفة ! يبدو أنها ملّت من أن تجاملني ! ما فعلته هذه الصديقة بأن صارحتني بما كنتُ غافلة عنه ! كثيرةُ النسيان أنا لكنني أذكر ما قالته لي نصاً لا ينقص حرفاً ولا يزيد .
قالت لي بكلمات متتابعات : ” إيناس لاتكوني قاسية عليها ! ليش تمنعيها من المشاعر الجميلة ؟ خليها تعيش الاحساس الحلو ، وصدقيني إذا هي عندها ضمير متيقظ راح تنتبه متى المفروض ما تتجاوز الحدود ، وترجع لصوابها ” قلتُ لها : ” وهل يتعينُ عليّ انتظارها إلى أن تهوى ؟ واستمتع برؤية قلبها يتحطم ويتهاوى ؟ ” صمتُ لبرهة طالت ، وكأني تقهقرتُ لخلف الشاشة دون أن تعلم الصديقة من أمري شيئاً ، توالت كلماتها لكن بعد ذلك لا أدري ما قالته ! فقد كنتُ أفكر هل ما كنتُ أقوم به صائباً ؟ كان أول ما فعلته هو محاولتي لاسترجاع أي موقف حدث في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام له علاقة بما أتحدثُ عنه ، كنتُ بحاجة لأن أعرف أكثر كيف كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع المشاعر ، رغم أن لا علم لي بالأمر بشكل كاف لكنني أدرك بأنه لم يكن يتصدى للمشاعر ” الجميلة ” . لم أتذكر حينها إلا موقفاً واحداً مرّ على ذهني ، رغم جهلي لأسماء من في القصة لكن الشاهد بردة فعل الرسول عليه الصلاة والسلام ، حين أخبره أحدهم بأنه يحب امرأة ما ، كان أول ما أخبره الرسول بأنه هل تريد أن تتزوجها ؟ لم يكن متأكداً هذا الرجل من موافقة المرأة عليه ، فأخبره الرسول هل تريد أن أسألها نيابة عنك ؟ وافق هذا الأخير ، وانتهى الأمر برفض المرأة الزواج . ومنذ ذلك الحين – الذي ليس ببعيد – قررتُ أن أتقبل مشاعر الصديقات ، حتى أنهن لاحظن تغييراً إيجابياً في ردة فعلي ، لكني ورغم كل ما سبق ، لازلتُ أشعر بألم خفي !
أرجو بأن ما سأكتبه الآن هو آخر ما أود قوله ! حاولتُ الإيجاز لكن ما في قلبي من تراكمات تتزاحم يا رفاق ! كنتُ قد قرأت كلمات كثيرة في كتاب هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً ، كلماته دكتني دكاً دكاً . . ولا أدري لمَ بدت جليّة الآن أمام ناظري رغم انتهائي من الكتاب منذ زمن ! قال المؤلف : رحلة الانحدار تبدأ بزلة واحدة ، لأنني أهتم لأمرك يا من تقرأني ، تراجع ، انسحب ، تُب ، افعل أي شيء حيال ما انحدرت نحوه كنتَ عامداً أو جاهلاً . فلا شيء متأخر . تذكر يا من تقرأني بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” . . . فخيرهم بطيء الغضب ، سريع الفيئة ، وشرّهم سريع الغضب ، بطيء الفيئة ” الفيئة تعني العودة إلى الله . كُن ممن تفيء إلى الله إذا ما غدا قلبك ما هُوَ بقلبك وماعدتَ أنتَ أنتْ .
ما وراء النبض ؛
. . وفي قلبي اعتذار وسؤال !
آمل أن تكون الردود على غير ما أتوقع ، هذا إن كانت هناك ردود : )