♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كان عليّ اختصار معرض الكتاب الدولي للرياض في كلمة أو كلمتين ، فلن تكون سوى ( المعرض : مدارك ! ) تلك الدار الإماراتية التي أصابت المعرض بوعكة “ازدحامية ” شديدة ، ومنع مرور الرجال حتى من جانبها بسبب تكدس الأعداد المهولة من النساء .. تلك الدار التي تعيّن على رجال الأمن المُرابطة عندها وتخصيص بعض من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي على المُنكر للمُرابطة أيضاً ! هذه الدار التي أحسنتْ انتقاء الكتب من حيثُ اختيار المواضيع التي تهمّ الفئة الشبابية واختيار الكُتّاب ذو الفكر الراقي ، هذه الدار التي أحدثت رواية حكايا سعودي في أوروبا لمؤلفها عبد الله الجُمعة ضجة إعلامية ومرورية كبيرة ! والتي جعلتْ الكبار من النساء يتفوهنّ بألفاظ وكأنها شتيمة للفتيات اللاتي لهثتْ للحصول على نسخة منها . إذ قالت إحداهن : ” والله إن البنات ما يحبون القراءة ، لكن عشان هالمزيون بيقرؤون هالرواية بس ! “ .
رغم أن المعرض كان ” مداريكياً ” إلا أن ثمة أشياء بجانب دار مدارك تستحق أن يُكتب عنها .في ظل وجود الفئات المختلفة كان لزاماً استحداث جزء من المعرض لوجود الهلال الأحمر ، كما كان بُعد أماكن بيع الطعام عن الكتب وخارج عن أجنحة المعرض ، من الأشياء التي ساعدت على تخفيف الزحام . وجود أجهزة في أماكن متفرقة ، للبحث عن كتاب أو دار نشر ساعد الزوار التائهين .
ما يحتاجُ لإعادة النظر فيه ، هو الحقائب التي يضطر الزائر لشرائها ! هذا إلى جانب أنها لا تكفي لكميات الكتب الكبيرة ، أعتقد بأن العربات المتحركة أفضل بكثير منها . كما تمنيتُ أن تُستحدث خاصية في الموقع ، إمكانية البحث في الكتب المتوفرة لكل دار نشر .
مهما كانت أوجه القصور متعددة ومتفرعة ، ومهما أزبدَ الناقدون وأرعدوا حول سلبيات المعرض ، وقارنوها بالمعارض الأجنبية . ومهما كثُرت الوجوه ذات الجبين المقطّب حول أهمية كل ما يحدث وكل ما نتحدث عنه .. تظل تلك الجهود الخفية تستحق منّا كل الشكر والدعاء بأن يسدد الله خُطاهم ويُعينهم حتى يصلوا للأفضل .
شكراً لله أولاً وثانياً ولا انتهاء لشكره على أجمل ثلاث ليالِ قضيتها في رحاب الرياض ، شكراً لأخي المهندس محمد مليباري والذي لولاه بعد الله لما شاركتُ هذه التظاهرة الثقافية المميزة ، شكراً لأمي ، زوجة أخي ، وبقية إخوتي على أُنس مرافقتكم الجميلة ، شكراً كبيرة جداً لصديقاتي الثمانية اللاتي جعلوني استمتع بشراء الكتب لهنّ أكثر من استمتاعي لشرائها لنفسي . ممتنة لكم جميعاً : )