♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحدثُ أن نفعلُ شيئاً ما لأجل اتمامه وفقط ، دون النظر إلى ( ما بعد اتمامه ) . أتحدثُ هنا عن فعل الأشياء التي نُحبها والتي لا نُحبها . هل حدث أن كنتَ في حالة ( بؤس ) شديدة وقد آتاك عزيزاً أكثر بؤساً منك يطلب مُواساتك ! ( يوه هوا أنا ناقص ) سيكون هذا فاتحةُ احتواءك له ، بالطبع بينك وبين ” بؤسك ” ولن تُفصح له مــدى توقيت بؤسه الخاطيء ! . لكنّك ستجدُ نفسك بين مفرقين .. إما الامضاء أو الاحجام . أن تُحجم عن اخفاء ما بك وتُفصح له بأن ما ألمّ به قد زارك أيضاً ، أو قد تتخير الامضاء ، أن تمضي في تطبيبه والتربيتُ على أوردة قلبه حتى يغفو بؤسه ومن ثم .. تُعرّفه على بؤسك !
هل فكرت النظر إلى ما وراء الإحجام ؟ ما الذي حلّ به إثر قرارك ؟ وعن الامضاء .. ما الثمار التي حصدتها إثر اخفاء مابك اخفاءً مؤقتاً ؟ من تطبيبك ؟ . هل حدث أن عاد إليك ذاك البائس بعد شفاءه من نوبة البؤس تلك وأخبرك كم أن كلماتك خففت من وطأة ما يشعرُ به ، جعلتهُ يتخذ قرار أكثر عقلانية ربما ؟ خلّصَته كلماتك من الوقوع في براثن الحُزن أكثر ؟ ثم أحاطكَ بهالةٍ من الدعوات لامستْ بواطن الصدق ؟ كيف ستشعر حينها ؟
كان ما سبق مثالاً لما أودّ إيصاله ، لا أتحدث هنا عن تطبيب وتسكين الأنفس المنكسرة ، لكنني أتحدث عن الأثر الذي نتركه بفعلنا للأشياء المختلفة ♥ ، الأثر الذي ربما في أحايين كثيرة لا نلحَظه ، الأثر الذي ربما لتغافلنا عنه فقدنا همّتنا في أن نمضي في هذه الحياة أكثر ، أن نُنجز أكثر ، أن نُسعد أكثر .. أن نكون أكثر !
تذكر بأن كل فعل حسن يُورث خلفه شيئاً جميلاً ، حتى لو كان الحسن هذا تفعله على مضض ولا تدري أنه حسن من الأساس ! سيأتيك الأثر ليُخبرك بمدى حُسن صنيعك .. حاول البحث عن الأثر الجميل لكن لا تسعى له . لأنه سيأتيك راكضاً إذا وُجد الصدق في النية والإخلاص في العمل .
هذه التدوينة كُتبت إثر التأمل في الصورة أعلاه ، أكثر ما شدني فيها هو تلك الورقة المُلقاة على الأرض وقد نبت منها بُرعماً أخضر ♥ ، كيف أن الأشياء من بعد فعلنا لها .. تَحيا دون أن ندري !