♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مذكرات أبلة إيناس ( 1 )
في كل صباح كنتُ أفتح دفترٌ صغيرٌ جداً خبئتَه في ذاكرتي .. لأسجِّل فيه كل ما يستحق ، حتى تلك الأشياء الصغيرة يكفي طالما أنها مصدر سعادة لي إذاً فهي عظيمة ! : )
♥ كنتُ مُمتعضة جداً في صباحنا الأول رُغم ارتدائي لـ ” تيشرت ” أزرق فهو رسالة لي بأن تفائلي يا فتاة ! .. مُمتعضة وحانقة ويائسة لأننا لن نستطيع أن نكون مثلث متساوي الأضلاع ! إذ أن تقسيم الفُصول أجبر صديقتي بيان ألا تكون إلا مع أخرى .. تاركة مٌثلثنا .. أبترُ الضلع !
♥ خالد ، خالد ، محمد ، محمد ، محمد ، رندة ، ريماز ، آية ، طلال ، عبد العزيز ، الحسن ، إليانا ، ليلى ، غزل ، إبراهيم ، راما ، داليا ، هؤلاء هم أطفال فصلي وشيماء : ) والبقية لا زالتْ ذاكرتي لا تَسعهم ! جاءتْ الأقدار لتعكس أهوائنا ، ولتجعل أطفال ذو الأربع سنوات من نصيبنا!
♥ محمد الطفل الأكثر حركة والأكثر ابداعاً في أكثر المجالات ، يُعجبني حين يُركِّب المكعبات بطريقة تجعلني ابتســم طويلاً له وأردد : ماشاء الله عليك ! .. يُعجبني حين يسحبُ يداي لنُمارس سوياً لُعبة إخفاء الأشياء تحت الرمل .. ليٌعيدني لأيامٍ مضتْ حين كنتُ قصيرة القامة جداً كما هو .. وحين كنتُ أجاور ” أبلة نسرين ” وأرقبها بنصف عين وهي تٌخبئ خاتمها .. فأسبقُ أصدقائي بالعثور عليه .. ياااه كم بدت تلك الطفولة جميلة و .. مُبكية ! يُعجبني حين يتحدث بمخارج أحرفه العجيبة جداً .. حين يقول حُتَان بدلاً من حُصان ! حين يُثرثر كثيراً ولا نفهمه !
♥ إبراهيم ذاك الطفل الذي يُثير حنق شيماء كثيراً .. الطفل الذي ما تفتأ تحدّث صديقاتنا عنه وكلّها ” نرفزة ” ! الطفلُ الذي يفتعل حركاته بطريقة تجعلك تبتسم ” من ورا ضرسك ” : ) .. الطفل الذي أضحكني كثيراً حين شاهدني مُنزوية في ركنٍ قصي في الفصل مُطأطأة رأسي مُمسكة بالبلاك بيري ، ليضع يده على خصره ويٌميل جسده الصغير بطريقة فُكاهية بالفعل ويحدثني وفمه ملؤه اللُعاب : هذا بلاك بيري والا آيفون ؟ أرفعُ شعري وعيناي مُتسعتان جداً ، فكيف لهذا الكائن الصغير أن يلحظني ! أجيبه وأنا أرقبُ جدّية ملامحه وترقبه للإجابة .. فيمضي تاركاً إياي في دوامة ضحك داخلية .. ومُضيفاً لي حكاية جديدة أحكيها لصديقاتي : )
♥ إليانا .. أو الدلال إن صحّ التعبير ! تُضحكني حين تحضنني بقوة شديدة حتى أن عظامي تؤلمني فابتسم لها مُحاولة أن أُبعدها عنّي ، الطفلة التي تشعر بالتميز حين تُمسكني بيدي وأنا أرافقها للخارج ، تُعجبني حين تُفسح لي مكاناً بجانبها وتستعطفني قائلة : أبلة اجلسي جنبي ! .. لتهمس لي شيماء من الناحية الأخرى : ” إيناس لا تعطيها وجه هادي حتورطك ف التقييم ” وما أن تراود لمسمعي ” التقييم ” حتى أشرتُ لإليانا بأن تنتبه للمعلمة وبأني سأظل أجلس خلفها مباشرة ! مما جعلني بالفعل احذر منها خوفاً من أن تخسف بي العلامات : )
♥ عبد العزيز .. واسم شُهرته ” عزوز ” طفلُ الواسطة ! فخالته هي مديرة المدرسة ، الطفل الذي يتحرك كثيراً ويعبثُ بأنفه كثيراً ، الطفل الذي بدت كلمات المعلمات التوبيخية لا تؤثر فيه كثيراً .. فيصمت قليلاً ثم ما يلبث أن يعود لسابق عهده .. الطفل الذي جعلني أبكي ضحكاً وشيماء حين كنا نشعر بالملل بحق ونحنُ جالستان في آخر الفصل نٌشاهد المعلمة والأطفال .. وحين أخبر المعلمة بأنه يود أن ينشد .. فما أن سمحتْ له المعلمة بذلك حتى قال : ” القوس قوسك والسهام سهامك …. الخ ” مما جعلنا نفقد أعصابنا ونسقطٌ أرضاً إثر نوبة الضحك هذه : ) والأكثر مُتعة في الموضوع هو عدم تأثره بما يجري حوله من الضحك إذ أنه أكمل ” أنشودته ” على حدّ قوله !! ” وينك ياعبد المجيد ^^ ” !!
♥ حين تكونَ برفقة أطفال فأنتَ معرّض لأن تضحك بلا سابق إنذار .. ! سألتهم المعلمة ذات مرة : ماذا تصنع النحلة يا أطفال ؟ أجابها أحدهم بكل ثقة : النحلة تصنع العدس 🙂 !! وفي مرةٍ أخرى ، أشارتْ لهم المعلمة على صورة ضفدع يقف فوق ورقة شجر فسألتهم : ما الذي يخرج من بيضة الضفدع ؟ أجابها طفل ما : عصااااااافير يا أبلة !!! : ) يااااه كم هم مجنونون حين يتحدثون بعفوية : )
زاوية ، ـ
في هذا التصنيف ( أبلة إيناس ) اقرؤوا فقط ولا تُعطوا للنحويات ولا ترابط الكلمات أي اهتمام .. فأنا أكتب بعفوية شديدة جداً ! : )
♥