أ حدثَ أن فغرتَ فاهكَ أمام فرحةً ما ، جاءتكَ ممشُوقة التفاصيل ، تُسكركَ ببهجتها .. تُشركْ بدورك من حولكَ من عظيم فرحكَ .. تُعطي لهم من رغيفك كسراتٍ تُعيد إحياء الفرح بعد موته في قُلوبهم ، يأخذون الكسرة هذه .. يَبنون لها الحُصون المنيعة كَيلا تتعرض لهجُوم الحزن فتذرها قاعاً صفصَفاً ! .. وأثناء مُحاولاتهم تلك – بعد مُرور الزمن – تقتاتَ من فرحهم .. فرحكَ المسلوب !! تُجبرك الأقدار أن تُعيد البحث ملياً عن كل شخصٍ وهبته فرحتكَ فشارككَ إيّاها لتُخبره بأنّك لن تكون كما أخبرته ذات فرحة ! .. لتنضمّ فرحتك هذه لسلسلة الأفراح مبتورة النهايات !
غير مرّة جرّبتُ أن ألوكَ مرارة عدم اكتمال فرح إحدى الصديقات بشأن ارتباطَها ، طلاق مُبكر ، خُلْع ، فسخ .. حتّى جاءتْ تلك الأخيرة التي جلعتني ألفظُ مرارتي هُنا :””” ، هل الحل هو أنْ نُقلع عن فكرة الزواج ؟ لأنّ مشاكله في تفاقم !! أمْ أن نفرح فور الخطوبة ونُبرمج أفئدتنا على اعتياد ” شقلبة ” المشَاعر وانتكاسها من الفرح لـ ما دونه !
تواتُر الانفصال هذا أربكَني كثيراً :””” ، في كلّ مرة أستقبل الخبر بصرخة مُدوية ينفُثها قلبي : ” لا أُريد أن أتزوج ” ! .. أفقدُ المنطق حينها أشعر بأنّ ” لا إيناس ” تُؤنسني ، أشعرُ بأنّي مُمتلئة بكل شيء عدا الإدراك والعقل ! .. حتّى تخور كل خلاياي ولا قُدرة لها لاستيعاب كلمات الصديقات ! سِوى امتداد لتلك الصرخة .. “” لا أُريد أن أتزوج ” !
قالوا لي : ” أقدار مُقدّرة ” ، ” لأن مفهوم الحياة الزوجية الآن أصبح هشّ ” وأقول : ” لستُ أدري و لا أريد أن أدري – الآن فقطْ – فكل ما أدريه بأني حزينة ” . حزينةٌ للألمْ الذي يسكنْ قُلوب صديقاتي :””” . حزينةٌ لأني بتّ ” أحطّ يدي على قلبي ” حين خُطوبة إحداهنّ .. لا أحبّ أن أُصبح مُترقبّة للحُزن :””” ، لا أحبّ أن أكون ممن يُصيّرون الفرح .. ” لا فرحاً ” ! .. لا أحبّني حين يتملّكني الاحباط لهذا الحدّ الذي يجعلني أكتبُ فقط لـ أشعر بخفّة وزني من جديد :””” ، لا أحبّني حين أفقدُني :”””
ياجابر المُنكسرين اجبرْ قُلوبهنّ وعوضهنّ خيراً و الطفْ بأقدارنا دائماً يارب .. واغمرنا برضاك :”””
* هذه التدوينة كُتبت بالقلب لا بالعقل ! وصاحبتها تُؤمن بالقدر .