♥
السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديثُ عن المشاعر مُرهق مهما تطوّرتْ وسائل التقنية ! صدقوني تلكَ هي قناعتي الأزلية ، في كلّ مرة أُحاول فيها صقل مشاعري أشعرُ بأني أُميّة ، فأبتدأُ التفكير عبر ” فرقعة ” أصابعي ” !! ثمّ .. اترك كلّ شيء وأمضي في الكتابة دون النّظر إلى الحرف السابق ! لأن التراكيب اللغوية تُرهقني هي الأُخرى !
كُؤوس الشَوق حرّضتني لأنْ انفرد في ركنٍ قصّي لأُبلور ما جمَعتنا الأيام به يا صِغار ، هلْ مازالتْ ذاكرتكم تحتفظ بنا يا صِغار ( أبلة شيماء و أبلة إيناس ) ؟ هل حدث أن اجتمعنا سوياً في منامِكم وشاركناكم أحلامكم ؟ هل تهامستمْ من بَعدنا بشأن عدم حضورنا مُجدداً ؟ هل أحييتم ذكرانا بالكثير من الحديث عنّا بينكم وبينكم ! ..
♥ طــلال الـ ” جُون سيني ” !
لازلتُ أذكر كيف غزوتَ مشاعري حتّى تمكنتَ من الاختباء بين أضلُعي دون أن أدري ! كنتُ أتجول في الفصلِ بينما أبلة شيماء مُنشغلة بعملٍ فني مع أصدقائك ، فكنتَ في ( ركن الشاورما ) وصوتكَ يصدحُ كالطّير الرنّان ، اقتربتُ منك وأخبرتكَ بأن : ” ♥ طلال طالع في الكاميرا ” كحركة عَفوية منّي لأنْ احتفظ بكَ ولمْ أدري بأنّك ستكون أكثر أصدقائكَ تأثيراً و .. ” تدميراً ” ! فما كَنا منكَ إلا أنْ أخبرتني بأن ” استني ” فقمتَ باستعارة النظّارة ذات الإطار الأصفر من صديقك ” عزوز ” لترتديها بسرعة ويكأنّ تلك الصورة ستُنشر لكل بقاع الأرض كافّة .. وكانتْ هذه هي !!
صوتُ ضحكتي وانحنائي عليكَ .. إمساكي بكتفكَ لأستند عليك لأُفرغ ما بي من ضحك .. لازلتُ أذكر كلّ هذه الصّغار .. سألتكَ : ” ايش هادي الحركة ” أجبتني وعيناكَ تستَفهمني ويكأنها تحكي قائلة ألا تعرفينَ مغزاها ؟ ! .. فأجبتني بأنّها حركة ” جون سينا ” !! لمْ أكترثْ بمخارج حروفكَ ولمْ أفقه كثيراً ماقلته إلا أنّني كنتُ مٌستمتعة لكونكَ سعيد ولكون كاميرتي التقطتْ صورة ” جُون سينية بنكهة سعودية طفولية ” !! فُشكراً ل جون سينا الذي أهداني الودّ الأولي لتُورق شجرة عَظيمة الحب يا طلال ♥ : )
قبل آخر أيّامي معكَ ، أخبرتكَ وأصدقائكَ بأنّنا في الغد سنحتفلَ سوياً فما كان منكَ إلا أن قفزتَ من مكانكَ وتقدمت إلى أن أصبحتَ أمامي مباشرة فقلتَ لي واللّعاب يكاد يتطاير من فمك وعينيكَ مُتوهجتان فرحاً : ” أبلة يعني نلبس جديد ؟ ” لأدخل في نوبة ضحك مجدداً ، فأومأتُ لك بأن نعم ، فأردفتَ لي بنبرة الرجل الواثق : ” خلاص يا أبلة حكلم أمي تلبسني جديد ” !! لمْ أُعر محتوى ما تقوله كثيراً فكنتُ أقول لك ” طيب طيب ” ليتسنّى لي الحديث مع بقية أصدقائكَ .. في اليوم التّالي كان يوم البالونات ويوم الفَرح ، يوم الفرح المُخبأ في الحقائب والمُعلن في أعينكم ، مُنشغلة أنا بشأن تنظيكم فاخترقتَ الصّفوف لتُعرض لي مدى شهامتكَ وتمسكك بقولك فنظرتَ لي بنظرة اممم لا أدري كيف اصطلحها إلاّ أنها أشبه بنظرة الإنسان الطوويل جداً والّذي ينظر إلى آخر قصير جدااااً فقلت لي : ” أبلة شووفي اللبس ” ياااه يا طَلال♥ بدوتَ جميلاً بأحمركَ وأسْودكَ ، أنتَ من أكسبتَ ثيابكَ جمالاَ غير مَعهود ! أخبرتكَ مُجدداً بأني أودّ أن ” أُدخلكَ في كاميرتي ” لتُعاود حركتك الشّهيرة جداً !! وحولكَ الأصدقاء ..
أذكرُ ايضاً أني عاودتُ سؤلك من جديد .. لمَ هذه الحركة يا طلال ♥ ؟ أخبرتني ” جون سينا ” بنفس طراوة حرف السين منكَ يا ♥طلال ! أصررتُ أن أعرف ما أصل الجون سينا هذا ؟ فأخبرتني بأنه مُصارع ! سارعتُ لأخبر صديقتي أبلة شيماء بشفرة جون سينا !! ضحكتْ هي الأخرى وعقّبت ” يناسو عليه ” : )
آخر الوصلِ بيننا كان حين انتهينا من توديع المعلمات ، فأخبرتُ أبلة شيماء بأني أودّ أن نقضي معكم زمناً آخر قبل أن نُغادر .. كان أول ما فعلتهُ حين دخولي للفصل أن جثوتُ على ركبتي .. أرقبكَ وأصدقائكَ بكل حب وحزن وتأمل وترقب !! احتضار وانتصار يا ♥طلال ، انتصار بأن انتهينا تلك المسيرة المحفوفة بالمخاوف واحتضار البُعد عنكم !!
أخبرتكمْ بأنّا لن نأتي مجدداً وبأننا نُحبكم كثيراً ،أخذتْ بعض صديقاتكَ بالالتصاق بنا وتقبيلنا ، بينما تنّحى بعض أصدقائك وألمحُ في فاههم قول : ” ما الذي تريديه ؟ ” فبين متقبّل للأمر ومُحايد كنتَ أنتَ من دكّني دكاً دكاً ، وحدكَ من بين الـ 22 طفلاً من جعلني أُدركْ بأن كلمة من طفل صادقة تكفيكَ لأن تُكمل حياتكَ القلبية بسلام ! كنتَ تُومئ برأسك نفياً وكأنكَ بذلك تطرد كل الكلام ” السيء ” الذي تتفوّه به أبلة إيناس !! كنتَ تقول : ” لا لا حتجون ! انتو تكذبون ! ” كنتُ أُخادع دمعتي بأن أمسح على رأسكَ وأضحك لك وأخبركَ بأننا كبار جداً وسنعود للجامعة تلك التي تعقبُ المدرسة ، أخبرتني بأنك تودّ الذهاب للجامعة معنا ! أخبرتكَ بأن البقاء مع الأصدقاء شيء جميل وستكبر كثيراً لتصبح طالب يذهب للمدرسَة وظننتكَ بأنك قد اقتنعتَ ، إلا أنّ شيئاً من ظني هذا لم يقع !! .. ففي أثناء طريق عودتي للمنزل ، كنتُ أجلس مُجاورة للنافذة في السيارة وأبكيكَ كثيراً لتُحادثني صديقتي بيان عبر البلاك بيري لتُخبرني بأنّك تتّبعتَ أبلة شيماء للغرفة التي نجلس فيها نحنُ ” الأبلات ” وبأنّك مصرّ بعدم عودة حضورك مجدداً ” أذكرُ بأنني بكيتكَ كثيراً . تذكرتُ حينها تلك المقولة : ” live together or die together ” .
طلال ♥ أبلة إيناس تحبك يا فتى كعشقك لـ جون سينا : “”(
زاوية ، ـ
كل الأطفال وحشوني 🙁 ياربي اسعدهم واحفظهم 🙁