♪ ♫
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تدوينة طارئة ! قد شعرتُ بالخجل فور قراءتي تدوينة المدون المقداد عن الأسرى الفلسطينيين ، فالإنسان – والمؤمن – من بابٍ أولى إن لم يشعر بأوجاع أمّته وإخوانه المسلمين ، إن لم يُسخّر قلمه لينزف مواساةً لمن اتخذوا من السجون مساكنٍ ومراقد دون أن يكون لهم خيار في ذلك .. الذي لا يشعر ولا يُسخر نفسه لذلك فهو حتماً يعيش في واد غير وادينا !
قد تأخذنا مُلهيات الحياة لأننا في مأمنِ من كل ذلك ، ونتذكر إما بقراءتنا لشيء يؤثّر فينا أو بأي وسيلة كانت شيء يكون بمثابة انسكاب الماء المثلج علينا على حين غفلة ! حينها يُخالجنا شعور بالعُريّ أمام إخواننا وأمام أنفسنا ! فياربّ الأسرى اغفر زلاتنا وتجاوزْ عن قصورنا . .
ما فعلته كلمات المقداد أنها أشعلت فيّ الكثير من المشاعر ، الحزن والغضب هذا إلى جانب الشعور بالتقصير . أتساءل : كيف تمكن الأسرى من احتمال الـ 26 يوم دون أن يتلذذوا بطعام أو ينعموا بشراب ؟ هُناك قلب يحمل في طيّاته إيمان عظيم بالله والذي وعد من يصدقه بأن يكون سمعه وبصره . نحن البعيدون نظن بأنّ حدوث بعض مطالب الأسرى البسيطة مستحيلة ونتمنى أن يكفوا عن الإضراب ، بينما هم تمسكّوا بما آمنوا بأن لو استمروا عليه سيُحدث تغييراً , فقرروا أن يتمسكوا بالعروة الوثقى ولن ينفلت الجبارون مما عقدوا الفلسطينين نواياهم عليه !
أسأل الله أن يثبتهم ويلهمهم الصبر أكثر ، أن ينصرهم نصر عزيز مُقتدر ، وأن يدحض الفاسقون ويُثلج صدورنا برؤيتهم بأسوء حُلّة ، وأن يؤجر الأسرى أجراً لم يؤجر أحداً قبل مثله إثر تضحياتهم وتحملهم لمكنونات الألم الجسدية والمعنوية وعلى جميع الأصعدة . هؤلاء هم فخر الأمة . . ما يفعلوه هو كخطاب عظيم لا تُلقيه الأفواه بل الأفئدة الممتلئة نُصرة وتمكيناً .الأمور العظيمة تحتاج لتضحيات قد لا يعلم بها جميع البشر ، لكن ستظل الأمة – بعد زمن – ممتنة لما فعله أولئك القلائل والنادرون من البشر .