لكَ شيء!

بواسطة إيناس مليباري

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

world

كوب قهوة مع صديقٍ وفيّ، اجتماعكَ بمن تُحبّ، الحديث مع آخر مُخلِص، وأمور أخرى تستأنس بها، توسّع من ضيق روحك، حتى لو كنتَ في متّسع من الأمر، فإنك بالعادة تحرص على أن يكنْ لك من هذا الاستئناس نصيب، حتى هنا لا مشكلة.
تبدأ المشكلة لما تُصبح هذه الأمور، أساسية، تأخذ أكبر من حجمها، تعطيها أكثر من حقّها، فتأخذ حقوق أمور أخرى من حياتك!
ولمّا تُهمَّش الأمور الأكثر أهمية من فُسحة الروح، جزء من نُصرة هذه الأمة، يضيع، ضيّعته دون أن تدري، ياصديقي!

القضية وما فيها أن كثيرًا منّا، أصبحَ يقتات قوت يومه من الناس، بطريقةٍ وأخرى، نختلف في الطريقة، ونشترك في “الجريمة”!
لما نسدّ حاجاتنا التي أنشأها الله لنا، لنتحرّك، لننهض بها، لكننا سددناها بتعلقنا بالحياة المادية، بكل مافيها على اختلافها. منّا من تعلق بالناس، وآخرون تعلّقوا بالسفر، وجماعة ثالثة تعلقّت آمالهم بالمطاعم الفارهة!
فكبُر المُصاب يا صديقي.
كبُر جَرح أمّتنا لما تنازل كل واحد منّا، عن أن ينصر قضيته الخاصّة.
قضيته الخاصة التي قد تكون صغيرة في نظره، وفي نظر من حوله، لكنها تختلف في ميزانِ الله.
قضيّته الصغيرة التي إن أحسنَ التعامل معها، وانكبّ عليها، يحتسبُ “ضياع” اجتماع ما، كان من المفترض أن يكونَ فيه حاضرًا، لكن لسبب ما، متعلّق بنُصرة قضيته، كان من المتغيبين لذاك الإجتماع، لكنّه حاضرًا عند الله وملائكته..
لما يحدث كل هذا، تنتصر قضيته الصغيرة، ومع كلّ انتصار، تكبر الصّغيرة، دون أن يلحظ نموّها فيه، لكنّها تنمو بالفعل.
تبدأ من كونها قضية شخصية، خاصّة، قد يستحي من أن يُظهرها للنّاس، فجأة … يلحظ أنّ صغيرته كبرتْ لما يتحدّث عنها!
يعلّقها بهموم الأمة، بدوره الحقيقي في المجتمع، حدث هذا لأنه أيقن أن العالم يحتاجُ إليه.
استعمله الله يا صديقي، أفأنت طامع على أن يستعملكَ الله؟!

تخيل ياصديقي، لو أنّ كل واحد منّا حدّث نفسه، بقوله لها: ” العالم يحتاج لي” قُل لي بربّك، هل كان سيسُرف في لقاء الأصدقاء؟ أم هل كانَت أوقاته تضيعُ سُدى في أمورٍ شتى؟ هو يعرفها ويجهلها نحن؟
العالم يحتاج لي“، يعني أنّ لك دور مهم، في الأرض مكان شاغر، مهما كثر الأنام، فمكانكَ لن يأخذه غيرك، اغرسِ الثّمر ياصديقي. عالمي وعالمك مليئ بالثمر، لكن ثمرتك تتميز عن مليار ثمرة في العالم، قد تخدم ثمرتك الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، بينما ثمرتي لا تستطيع ذلك! لكنها تنبتُ في الجزء الجنوبي، لا يهم على أيّ جانب، المهم أنها “تنفع النّاس“. هذه قضيتنا.

سنكونُ بخير لو أجدَنا الانشغال بالقضية، أن تُشغلنا الفكرة، فنتحرّك لها بل نهرول، حتى نجد لها مخرج صدق! كانشغالنا بالناس، بتفاصيلهم الصّغيرة، بحركاتهم، وسكناتهم. لو فعلنا هذا، سيكون حالنا أفضل، وسننعم بطيبِ العيش ياصديقي.

حياة الإنسان ناقصة مالم تكن له قضية يعيش من أجلها، يدافع عنها، يحدّث عنها، يوفّر لها كل سُبل العيش، القضية إن لم تجد ناصرًا لها تحتضر قبل وفاتها، منّا من تبنّى قضايا كان وضعها حرجًا غاية، الكثير منّا يخشى تبنّيها، لأسبابٍ كثيرة، أهمها جهله بها! المهم أنّ غيره سبقهُ إليها، آمن بها منذ البداية، رغم كثرة الأصوات من حوله، أنها ستموت؛ لكثرة طعناتها وجراحاتها، لكنه الإيمان والصدق يا صديقي، يفعل المعجزات! لمّا آمن، وأمّن لها، أتته الفتوح من الله الفتّاح.
يرفع الله أقوامًا، ويذلّ آخرين، تأمل في الذين رفعهم الله واصطفاهم عن العالمين، ستجد في حياتهم قضية انتصروا لها، فنصرهم الله بها.

فمتى ينبتُ ثمركَ يا صديقي؟

قد يكون للحديث بقيّة.

You may also like

4 تعليقات

نجود 24 يوليو 2016 - 11:59 ص

الله يبصرنا.

Reply
ايمان 25 يوليو 2016 - 5:51 م

اللهم اشغلنا في طاعتك وارزقنا كل مايرضيك عنا وبارك لنا في اوقاتنا ولاتزغ ابصارنا عن سبب مجيئنا لهذه الدنيا

Reply
إيناس مليباري 20 أغسطس 2016 - 10:19 ص

د. نجود
اللهم آمين🌷

إيمان
آمين ، ياربّ استجب 💗

Reply
فاطمة 12 نوفمبر 2020 - 6:01 م

فمتى ينبت ثمرك يا صديقي؟!😩
متى تتحرك؟ متى تغرس؟ متى ومتى ومتى؟😩

الله يصلحنا ويجعلنا مباركين

Reply

اترك رداً على فاطمة إلغاء الرد