الرئيسية كَوبُ حَيـاة الحب الذي لا يغادر

الحب الذي لا يغادر

بواسطة إيناس مليباري

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

love

ثمة أمور كثيرة تُحيطنا ، يعيشها غيرنا ، فتصلنا باستيعاب مبتور ؛ ذلك لأن ما عِشناه كان من خِلال كلماتهم فقط ، لم يصل للقلب بعد . حتى إذا أخذت الأيام دورتها ، وحانت اللحظة ! لحظة استرجاعنا لكل ما مرّوا به السابقون قبلنا ، إن هذه اللحظة لا تباغتنا إلا مرّة واحدة فقط ، يوم أن يكتب الله لنا ما كتبه لهم . حين يصبح من كان يحدثنا ، يستمع لنا . حينها تختلف الأشياء ، نُدركها أكثر ، نشعرُ بها بشكلٍ أعمق ، حينها فقط ذلك الجزء المبتور ، ينمو بداخلنا ، ويتمدد . . وننضج أكثر !

الحب !
حين كثُر إعادة إرسالي لقصص الحب لصديقاتي ، ساورهنّ الشكّ بطبيعة الحال ، غير واحدة سألنني : ” لا يكون قلبك دقّ ؟ ” فيما تعدّت أخريات بإنزال أسوء الشتائم على الرجل السعودي ، الذي لا يستحق كل ما تعانيه الفتاة السعودية الطيبة !

حسناً ، لم أبرر ، لم أفعل شيئاً تقريباً ، بيد أن ما قلته لم يتعدّى ما أشعرُ به :” أخلاق المحبين السامية في قصص الحب هي أكثر ما يجذبني ” هذا كل ما في الأمر . الحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر ! الحب يا رفاق حين يأتي ، لا ندري لماذا جاء ؟ وكيف جاء ؟ إنه يباغتنا من حيثُ لم نحسب له طريقاً . حتى المجتمعات المُحافظة مهما حاولت التصدي لكل ما قد يدنّس شرف قُدسيتها – وعلى رأسها الحب ، إلا أنه ستبقى ثغرة يتعذر عليهم وصدُها ، تلك الثغرة التي سينساب من خلالها كل ما تتعرّض له المجتمعات المنفتحة ، ستنسابُ كما لو أن هذه الثغرة محيطاً !

القليل يُسعدهم الحب ، والكثير يُشقيهم . الثلة القليلة التي أسعدها ، لم تكن من المُصطفين الأخيار ، لم تكن مُنزّهة من أن ترتكب أخطاء كبيرة كانت أو صغيرة ، لكنها ببساطة ، جعلت الله عليها رقيباً ، فحباهم السعادة ، بالمناسبة ، تلك الثلّة القليلة ، لم تكن جميع نهاية قصتهم سعيدة – بنظر المجتمع – إذ أن كثيراً من أولئك السعداء ، قد افترقوا ، لكن السعادة تكمنُ بدواخلهم ، تجري في دمائهم ، وتضخّهم صباح كل يوم بأن ما كان بينهما ، لن يندثر ، لن يموت ، سيكتبُ الله للصدق الذي جمعهما تتمة بطريقة لا تخطرُ على قلب بشر .

أما أولئك الكثيرون الأشقياء ، التعساء ، الذين لا يرون في الصفحة البيضاء إلا النقيطة السوداء متناهية الصغر ، إنهم كثيرون ؛ لأن التعاسة مرض معدّ ، متفشي ، وببالغ الأسف بات موضة ! موضة من هو أكثر تعاسة في هذا العالم ؟!! إنهم ينظرون للأمور بنظرة مجتمعية لا بقدر ربّاني ، فما كل فراق ، مأساة . وما كل أمر عضال بين المحبّين ، نهاية الأمر .

ما هو الحب الحقيقي ؟ لا أدري أي إجابة مختصرة يمكن الوصول لها ! لكني أؤمن إيماناً راسخاً ، بأنّ ما بُني على الصدق ، لا على وسامة الشكل ، أو رشاقة الجسم ، بُني على مواقف ، كانت من خلالها الكثير من التضحية ، الإيثار ، الوفاء ، الإخلاص والقليل من كلمات الحب ! عند حدوث كل هذا ، نستطيع القول بأن ما نحبه أهلٌ للحب .

حين يُعاملنا من نحب بأخلاقه ، لا بمشاعره ، فهو حين يغضب ، لا يصرخ ولا يشتم ، رغم أن هذا شعوره في هذه اللحظة ، لكنّه كتم غيضه ، وآثر الانسحاب . وحين يسعد وأنت أبعد ما تكون من السعادة ، رغم أن الفرح ما يشعرُ به ، وبودّه لو يخبرك بذلك ، لكنه يُخفي فرحه ليواسيك . إذا كان محبوبك يتمتع بهذه الأخلاقيات العالية – وإن كانت بعضها – فهو أهلٌ للحب .

هل الحب يخدش الحياء ؟ ويودي بالأخلاق ؟ ثمة حب لا يخدش الحياء ، بل يزيده ، ويقويّه . هذا إلى جانب ترويضه للعواطف ، إدارتها ، والتحكّم بها . وأخيراً إن الحب من الأمور التي تصارع الأخلاق . فحين تتنافس قيمتان بين أن أصمت لأرضي ربي ؟ أم أتفوه لأُريح قلبي ؟ إن هذا النوع من الحب مُلهِم وجميل يا رفاق جميل .

الرجل السعودي والحب !
ذكر د. طارق الحبيب بأن الرجل النجدي هو أفضل رجل في العالم ! وقد برر ذلك بقوله حين يتزوج السعودي من امرأة أجنبية ، تظهر صفاته الحقّة ، إنه يحمل طفلهما ، ويساعدها في شؤون المطبخ ، ويفعل أكثر مما تطمح له ” البنت السعودية ! ” إنه حين يتزوج من أجنبية يتعامل معها كما لو أنها لا تعلم الخلفية ” السودادية ” عن فكرة الزواج من سعودي ، بينما حين ” يضطر ” للزواج من سعودية ، إنه ورغم طيبة قلبه إلا أن كبرياءه كسعودي تمنعه من إظهار كم هو عكس كل ما تفكر به امرأته ” السعودية ” فيبدأ بتأكيد كل الإشاعات حتى لو لم تكن فيه !

أحب الرجل السعودي لأنه أبي ،  وخالي ، وجدي ،  و أخي ، أبي الذي أحسن تربيتي ، خالي الذي يدعمني دائماً ويهتم لأمري ، جدّي الشهم الذي أحببته من حكاياتِ أمي ، أخي الذي كثيراً ما يبتسم لزوجته .

 

زاوية ؛
أُجاهدُ فيك ، إلا أنّه لا نَصْرَ بك ولا شهادة  – ياسر حارب

 

 

You may also like

6 تعليقات

سوسن أمين 5 يناير 2013 - 6:09 م

الحب أجمل شعور في حياة الانسان على اختلاف أنواعه, الحب الحقيقي هو صدق وعطاء وتغافل عن الأخطاء, وأهم شيء في هذا الشعور الجميل هو مراقبة الله سبحانه وتعالى, دمتِ بخير يا ايناس

Reply
إيناس مليباري 7 يناير 2013 - 10:36 م

وما الحب الحقيقي إلا كلّ ما تُدركه عقولنا ، لكن قلّما نجدهُ في واقعنا . .
شكراً صديقتي سوسن على المتابعة ، إنك تستمرين في إسعادي : )

Reply
فاطمة جاوي 8 يناير 2013 - 9:07 ص

اوافقك الرأي الحب قلَّما يوجد في واقعنا.. بالطبع الحب المكتسب الذي يكون بعد اخلاق المحبوب والشعووور المتبادل والاخلاص

الحب الفطري ،، حب الاخ والاب والام والخال والعم والجد كلها من التربية الصحيحة والنشأة على الاخلاق الحسنة..

استمري في كتاباتك عن الحب …. الحب وان لم يكن واقع … شعوووور جميل ان نقرأ عنه،

Reply
إيناس مليباري 11 يناير 2013 - 2:09 ص

سأظل أكتب لأن الحب هو الحالة الإنسانية التي تجمعنا نحن كبشر : )
سأظل أكتب لأن الحب إحساس صادق في زمن كثر فيه الكاذبون : )

Reply
سوناتا 25 يناير 2013 - 7:56 م

وأنا لا أحبه يا إيناس..
مع إحترامي للجميع .. ففقدان الحب لاايلغي الإحترام

Reply
إيناس مليباري 8 فبراير 2013 - 12:04 م

قد يتغير رأيك مع مرور الأيام يا صديقتي ، وقد لا يحدث شيئاً
وفي كلا الحالين ، أحبك :”)

Reply

اترك رداً على إيناس مليباري إلغاء الرد