الرئيسية إينَـاسِّيات يوم أن كنا صغاراً

يوم أن كنا صغاراً

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لازالتْ محاولات أمي – حفظها الله – لتعليمنا الصيام والإمساك عن الطّعام في صغرنا عالقةً في ذاكرتي ، كانتْ في كل رمضان يمرّ علينا تقسّم جهدها قسمين متساووين ، القسم الأول لسحور الكبار في المنزل أبي وبقية إخوتي ، والقسم الثاني لسحورنا نحن الأطفال والذي يكون عادةً في أول أيام رمضان الرابعة أو الخامسة عصراً ! ثم وبعد أن تعلمنا شيئاً يسيراً عن الصبر والامتناع عن الطعام والاكتفاء بالنظر لأمي وهي تطهيه ولُعابنا ضحية هذا كله ! تطور سحورنا فأصبح الثالثة عصراً إلى أن وصلنا للظهر وكم كان الأمر شاق وأكثر ، أذكر أني في أيام كنتُ انظر ذات اليمين وذات الشمال وإذا وجدتُ نفسي في مأمن فسرعان ما أهبّ بفتح حلاوة ” التوفي ” وأخبئ قرطاسها الأبيض في يدي اليسرى إذا مالمحني أحدهم أو باغتني بسؤال : ” ايش عندك ؟  ” . نجحت أمي في تعليمنا الصيام في آخر المطاف دون أن نشعر بذلك غير أننا وجدنا أنفسنا نصوم بلا عناء : ) 

كما أنني أذكر جيداً منذ كنتُ وتوأمي سماح حين كنا طالبتا دراسة  ، آنذاك كنا نحظى بمكانة لا تعلوها مكانة أخرى فما هو ممنوع للطالبات مسموح لنا لأننا وببساطة ” بنات الأبلة ” ! في نهاية كل عام عودتنا أمي أن نتسوق سوياً ونقتني هدايا لكل معلماتنا ثم نعود للمنزل فتغلفها لنا أمي بذوقها الجميل ونذهبُ في اليوم التالي لنُهديها معلماتنا بأنفسنا ، كانت أمي حريصة على توطيد علاقتنا بمعلماتنا ولتجعلنا ندرك كم أن فضل المعلم جليل وعظيم لكنها لم تعلمنا ذلك بالوعظ ولا بالإرشاد غير أنها زرعتْ بداخلنا حُبّ الإهداء لمن له فضل علينا منذ نعومة أظفارنا فنشأنا كذلك .. وأيضاً دون أن نشعر بذلك لكنها وأًجزم بأنها تكبدت الكثير من العناء لأجل أن تجعلنا كذلك .

وحين كبرتُ وأصبحتُ أُهدَى من قبل أطفالي في الروضة ، تجدني أمسك بالهدية وأًكثر الابتسام إذ كيف أن الأيام مضت سريعاً وها أنا أجدُ نفسي في هذه الطفلة التي تتقدم باستحياء وأمها ترقبها خارج الفصل تنظر لها بحنان وفخر بنصف عين كيلا تراها ، من جرّب أي أمر كان يفعله في صغره ثم أصبح يُفعَل من أجله سيدرك عمّا عجزتُ عن كتابته ووصفه : )

أطفالكم قطعة من العجين فشكلوهم كما تودون أن يصبحوا حين ينضجون ، كونوا بصمة خير في حياتهم ، اهتموا بتفاصيلهم ، كونوا مخلصين في تربيتهم : )

You may also like

6 تعليقات

ام يوسف 9 يونيو 2012 - 5:27 ص

الله يحفظك يا ماما ويطول في عمرك يارب ويعطيك الصحه والعافيه ياارب … مهما تكلمنا عن الام لن نستطيع ان نوفي بحقهم

Reply
ام يوسف 9 يونيو 2012 - 5:31 ص

اه ذكرتيني بايام الطفولة فعلا ايام جميلة

Reply
هتان ... 10 يونيو 2012 - 10:55 ص

وعليكم ورحمة الله …
أبلة و بنت الأبلة … يعني الموضوع وراثة .. بصراحة كلما تعرفنا على شيء جديد في حياتك الخاصة نكتشف أن لك أماً عظيمة لها أثر كبير على تفاصيل حياتك .. أطال الله لك في عمرها وامدها بالصحة والعافيةورزقك برها على الدوم يارب …
أمهاتنا ، ( حقيقة لا اعرف ماذا اكتب) لكن اتمنى لو أني استطيع أن ارد الجميل على :
كل قطرة ..
دم فقدتها يوم ولادتي ،
دمعة قطرتها يوم مرضي ،
عرق سكبتها وهي تخدمني وتهتمبي ،
كنت في طفولتي ادافع عن أمي ويا ويل كل من يقترب منها حتى لوكان بابا ، أرى تلك الغيرة والحب في طفلتي التي تعتبرني ملك خاص لها وتخربش كل من يقترب مني كقطة متوحشه…
أيامنا تمضي كلمحة البرق .. وقريباً سنجد انفسنا نشبه أجدادنا .. ونهتم باحفادنا ونسأل الله حسن الخاتمة ..
حلوة ايام الطفولة بس كيف ترجع ..
هتان .. خربشه بس ما تعض احد ..

Reply
إيناس مليباري 10 يونيو 2012 - 3:37 م

أم يوسف ؛
آمين ياربّ العالمين : )
ويحفظك لأولادك يختي ^^

Reply
سوسن امين 11 يونيو 2012 - 11:42 م

تتعب كثيرا الأمهات في تربية وتعليم الأبناء, ربنا يعين كل الأمهات على التربية الصحيحة ويحفظ لكِ والدتك في خير وعافية

Reply
إيناس مليباري 12 يونيو 2012 - 5:22 م

صدقتي سوسنتي : )
الله يقدرنا على البر بهم : )

Reply

اترك رداً على ام يوسف إلغاء الرد