♪ Without name

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليـــــكم ورحمـــة الله وبركاته

تفنــى الأسئلة وتبقى التساؤُلات ، ما هو المجهول ؟ أهو القدر ؟ أهي صحائفنا التي خُطّت بالأقلام التي رُفعت قبل أن تسمَع الأرض صرخاتنا ؟


قيل يوماً بأن المجهول هو ما يُبقيكَ حياً وأعتقدُ جازماً بأنه كذلك . تخيل لو أن أحدهم مُصاباً بمرضاً استعصى الطبّ على أن يشفى منه ، هذا المُصاب سيظل ينتظر فرج الله ، سيرقبُ الأيام التي تُمثّل المجهول بالنسبة إليه ، يرقب أملاً تلو الأمل ، قد يحدثُ الأمل وقد لا يحدث إلا أن المجهول يُورث الأمل دائماً وإن لم يكن دائماً فهو في أغلب الأحيان كذلك . فنحن نقول إن لم تتيسر معك اليوم فغداً ستُفرج وإن لم يكن غداً فبعد الغد : )

وقد يكون المجهول أمراً مخيفاً سلبياً إذا كان الناظر إليه يرقبُ شيئاً ذا أهمية عُظمى ولا يُملك بُداً من أن يُمزق هذا المجهول ليحلّ محله المعلوم . يُمكننا القول بأن المجهول سلاح ذو حدين . قد يكون أمراً جيداً في بعض الأحوال وقد يكون أمراً يحتاج لمزيد من الصبر الذي يؤهلنا لأن نؤمن بالقضاء والقدر .. ذلك القدر الذي قُدّر له أن يجيء متأخر ليس كما رغبنا !

كتاب مالوش اسم وفيلم Unknown وجدتُ فيهم الكثير من الغموض والإثارة الهادئة التي تجعلك تشعر بالكثير من الأشياء في آن واحد وأنت في مكانك . حين قرأت كتاب مالوش اسم لكاتبه أحمد العسيلي والذي قرر أن يكتب الكتاب باللهجة المصرية العامية القميلة قدن ياقممماعة فيكوو ايييه ^^ حقيقة شعرتُ بأني أجلسُ في قهوة تقع على قارعة الطريق تماماً كالتي أُشاهدها في أفلامهم ، كما تخيلتُ من خلال قراءتي أنني استمع لمصرييان يتحدثان في الطاولة المجاورة وأنا أُنادي على الأُسطى لأطلب الكوب الثالث والعشرون لاستمع ! الكتاب بسيط في سرده ، عميق في أفكاره ، و هنا شيء مما قاله :

فلسفة الصبر عند العسيلي :

لو جَتْ المُصيبة اُصبر عليها .. اُصبر عليها بإنّك تعيشها ، وتشربها وتشبع منها .. اُصبر عليها بس اُوعى تستنّاها تخلص ! اُصبر عليها عشان بتحبّها زي ما المفروض تحبّ نفسك . مُصيبتك زي فرْحك .. مُصيبتك منّك .. بتاعتك ! ما تستنّاهاش تخلص ! ولا هيّ ولا غيرها ! ما تستنّاش حاجة ، اللي تقدر تغيّره غيرّه ، بس اللي ما تقدرش تغيره .. ( عيشه )
الصبر مش مفتاح الفرج !  الصبر مفتاح البني آدم : )

كيف تكون متوازناً ؟ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، عليك بهذه الـ ” خناقة ” ! :

” اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا ” ازاي تعمل كده لـ نفسك ؟ تنكّد عليها ؟ تضايقها ؟ ما تسمعش كلامها ؟ على الأقل مش طوال الوقت . إوعى تدّيها حاجة على طول . كل ما تعوز حاجة ، أي حاجة .. اتخانق معاها الأول ، تقوّلك عشرة قولّها اتنين ، تقولّك اتنين قولّها نُصّ !  ويا انت تكسب ، يا انت تخسر .

تطرق العسيلي عن تخلي كل فرد عن مسئولياته بقوله : في زمننا لم يكن الأمر هكذا ! وكأنه لم يشارك في فعل الخطيئة ! تقطّر العسيلي أسى على الجيل الصاعد من الأطفال والشباب ، من سيبنيهم ؟ إذا كان الكبار بهذا الحال ؟

مافيش حاجة بتحصل لوحدها كده ، دايماً في حدّ مسئول ، وتحمّل المسئولية فضيلة زي الاعتراف بالخطأ بالضبط . أرجوكو ياسادة ياكبار بطّلوا تُلقوا بالتّهم على المجهول وعلى الضحايا وفكّروا تعملوا ايه عشان تساعدوا في اصلاح ما أفسدتموه ، مش ما أفسده الدهر ! ولا ما أفسد نفسه بنفسه . الأطفال والشباب زي الزرع ، حد بيزرعهم ويكبّرهم ويخلّي باله منهم ، ويبقى مسئول عن جودة ما ينتجه من محصول ، إن خيراً فخير وإن شراً فشر . ما تروّحش بقى للقطن  اللي احنا زارعينه وتقولّه انت وحش وانت كُخّة يا قطن وانت ما تجيش حاجة في القطن بتاع زمان يا قطن !!

شعرتُ بأنها تُشبه مقطوعة لبتهوفن :

المحنة جُزء من البني آدم من غيرها  مابيصرش ، كل ما طُلب من البني آدم إنه يواجهه من صعاب ماكنش البني آدم مٍشي خُطوة لقدام . من غير ألم مش حتتعلم . . ومن غير أزمات قويّة تقطم الوسط الكبير وتكسر الظهر حنبقى ضعاف ، بقينا ضعاف !

وعند حديثه عن عُمر الإنسان الروحي يقول فيه :

الدليل على ان روحك بتكبر فعلاً هو ان مفاهيمك تتغير . مش مبادئك ، مفاهيمك . الشخص اللي روحه بتكبر ده بيتعلم ، ومادام بيتعلم لازم لازم لازم ما يفضلش يشوف الحاجات من نفس وجهة النظر ، لأنك مستحيل تبقى فاهم كل حاجة من الأول كده ( ممكن تبقى فاكر نفسك فاهم ، أغلب الناس للأسف فاكرين نفسهم فاهمين كل حاجة ) لازم يبقى فيه حاجات انت مش فاهمها ولازم تعرف همّ إيه ولازم تتلخبط ولازم تحتار .

آخر ما اختتمُ به اقتباس جميل وهو اهداء مني لكل من يقرأني دائماً : )

مابنساشْ أبداً أيّ كلمة حلوة حدّ يقولهالي عن شُغلي . . بيحفُروا في قلبي وذاكرتي حفر . أعتقد إنهم الزاد الحقيقي اللّي بيخليني أقدر أعمل اللي أنا بعمله . . وعلى ذلك بشكرهم : )


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيلم Unknown للممثل الذي أتقن دوره فكان فوقَ الاتقان !  Liam Neeson ومُوجز القصة هي أنّ :

رجل يستيقظ من غيبوبة ، ليكتشف أن شخصاً ما قد أخذ  هويته ، وبأنه أصبح مجهول ، حتى زوجته تُنكره !  تدور أحداث الفيلم ويُحاول الدكتور مارتن تأكيد هوية ذاته من هو ، من يكون ومن أين أتى ؟

جعلني الفيلم أشعر بأنهم استعاروا عيناي يحركانها كيفما شاؤوا بحق الفيلم ممتع وأحداثه مُختارة بعناية ، في كل حدث يجعلك تُحاط بأرطال من علامات الاستفهام وعلامات التعجب والكثير من الأسئلة ؟ ستجد بأنك كالطفل الذي يسأل يسأل ولا يجد من يجيب عليه إلا إذا أكملت بصمت واندهاش شديدين . .


* تنبيه : المشاهد ” غير الصحية ” تجاوزها رجاء ، اللهم قد بلغت ، اللهم فاشهد


You may also like

3 تعليقات

بشرى 25 يناير 2012 - 1:59 م

جميل =)

Reply
احمد الشمري(متابع بشغف) 27 يناير 2012 - 1:54 ص

انقطعت عن هذه المدونة لمدة أسبوعين لسفر لأحد البلدان وتوقعت إني إذا عدة سوف أجد تدوين جديدة

والحمد الله حدث كما توقعت فأبدعك يا إيناس لا ينقطع …

كلامك جميل عن مجهول قد جهلنا التفكير فيه .

Reply
إينـاس مليبـاري 7 فبراير 2012 - 11:20 م

بُشــرى ؛
: ) أدام الله الابتسامة مع كل زيارة

أحمــد ؛
ربي يسعدك : )
ورزقنا الصبر والتريث على المجهول : )

هتّــان ؛
هو كذلك : )
شكراً للمتابعة

Reply

اترك رداً على إينـاس مليبـاري إلغاء الرد