الرئيسية إينَـاسِّيات حكاية : ” شويّة ارهاق ” !

حكاية : ” شويّة ارهاق ” !

بواسطة إيناس مليباري

السلام عليـــــكم ورحمـــة الله وبركاته

بدأ الأمرُ وكأنه شيئاً / حدثاً عادياً ، صُداع يُداهمها فيُربك ما كانتْ تفعله ، تتشتتْ فلا تدري ما تصنع ؟ تتخبط قليلاً ، تتألم قليلاً ، كل شيء في بداية الأمر كان قليلاً ويا ليته استمر على ما كان ! تنام قليلاً استجابة لنصائح أهلها بأنه ” شويّة ارهاق ” ، تستيقظ وتشعرُ بداخلها بأن بذور الألم قد نامت بداخلها وبأنها ستفيقُ في حين ما .. وذلك الحين قريب .. قريبٌ جداً لكنّ أصواتهم تُقاطع تفكيرها : ” كيف راسك ؟ ”

تنسى صديقتنا هذه صُداعها هذا وتأخذها دوامة الحياة فتعمل وتُنجز ، تلهو وتسعد تضحك تعيش بسعادة ، إلا أن هذا الأخير لم يُنهي ما ابتدأه فقرر أن يكون واضحاً معها فأصبح يزورها في فترات متقاربة جداً حتى أصبحتْ زياراته ثقيلة ، بئيسة .. تعيسة أكثر من كونها سيئة يا قوم ! عُرفت هذه الصديقة بـ ذات الصداع ! لكثرة نوبات الصداع التي تَجتاحها ، حتى ساء حالها ، وأصبحتْ في الأشهر الأخيرة دُمية للأطباء الذين يختبرون مهاراتهم الطبية عليها ! فالأوّل يُحلل ويقول ” دلع بنات ” والآخر يعلل بأنه ” نقص حديد ” وهو ما يسبب كل هذه النوبات ! الأمر الذي جعلها تعيش بأن هناك أمل للشفـاء ! تمسكتْ بالحديد حتى أوشكت أن تقضمْ قطع الحديد قضماً على ألا يُعاودها الألم بتاتاً !

حدث أن اقترح أحدهم بأن يذهب بها إلى طبيب المخ والأعصاب للاطمئنان أكثر ، كان هَذا الاقتراح على مرأى ومسمع من طبيب الطوارئ الأمر الذي أثار حنقه وجعله يردف قائلاً  : ” في ايه ما تصلي ع النبي ، متشوف البت سليمة وزي الفل مشاء الله بس شوية ارهاق ! “.

ومع تكرار ذهابها للطوارئ لأكثر من ثلاث مرات متتاليات تعيّن عليها الذهاب لطبيب المخ والأعصاب ليكون الفيصل في الأمر العُضال وكان ماكان . ذهبت صديقتنا ذات الصُداع برفقة والدتها ابتدأت جلستها مع الطبيب باستمارة مطوّلة جداً من الأسئلة :

اشرحي لي الصداع ؟ هل تزعجك الأضواء ؟ الأصوات ؟ في أي منطقة يتركز الألم ؟ هل يريحك النوم ؟ هل تُريحك المسكنات ؟ .. الخ تفاوتت اجابات صديقتنا بين أمل الطبيب وبين خيبات أمله فما كان منه إلا أن أخبرها بأن ما لديها واضح للعيان جداً : تُعانين من الشقيقة !

لم يُحزن تلك الفتاة ذات الصُداع إلا منظر والدتها التي طلبت أشعة وفحصاً كاملاً تأكيداً على ما قاله الطبيب ، تودّ بذلك تكذيباً لما سمعته ، أخبرها بأنه في حالة الشقيقة تسلم الأشعة كما يسلم تَخطيط المخ ويبقى الألم هو الألم . . .


انتهتْ الحكاية ولم ينتهي ألم صديقتكم التي نسيت أن أخبركم بأنها أنا والحمد لله على كل حال : )

العبرة :

تحققوا فيما يقوله لكم الأطباء ، اسعوا لصحتكم بأنفسكم ، فالأطباء ليسوا بملائكة وكلامهم ليس هو عين الصواب ، طالب بحقوقك ، وناقش ما اُستصعب عليك قبل أن تكبر علّتك ، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين : )

زاوية ،

لك الحمدُ مهما استطال البلاء


You may also like

9 تعليقات

بيـان ،، 21 يناير 2012 - 10:17 ص

خلف كل ابتلاء نُصاب به توجد رحمة عظيمة مُختبئة أنزلها الرحيم لعبادهـ ياصديقتي ..
والحمد لله على كل حال : )

Reply
ذهلاء 21 يناير 2012 - 9:52 م

اللهمّ آمين
عافاكِ الله أستاذة

لي حكايةٌ مشابهة، أنفقتُ فيها الكثيرَ من مال أبي في الكثير من الفحوصات والكشوفات في مستشفىً خاص ليتوصلوا إلى لا شيء!
ثمّ بعدَ فترةٍ طويلة، وبسبب ألمٍ شديد، وفي مستشفىً حكومي، تبينَ للأطباء أنّ حصاةً صغيرة اتخذت من كليتي مسكنا لها!
حادثتها كثيرا، حصاتي الصغيرة. حاولتُ إقناعها بأن تخرج، أخبرتها بأنها ستجدُ خارجَ جسدي النحيل بيوتا أجملَ وأوسع، ولكنها لم تقتنع أبدا. لم أجد بعدَ ذلك حلا سوى أن أصادقها طالما أنها تسكنني!
والحمدلله على كل حال دائما وأبدا =)

Reply
جمان 22 يناير 2012 - 1:53 ص

إيناس.. (عليكِ العافية) كما نقول في عامّيتنا.. لا بأس عليكِ، طهور إن شاء الله.

لقد أصبتُ قبل خمسة أشهر بأولى نوبات الشقيقة، شخّصتُ حالتي من بحثي في النت ولم أذهب لطبيب.. في أول شهر استمر الصداع أسبوعين، ولم يكن واضح المعالم. شهرا تلو آخر بدأ (يتبلور). ليست الشقيقة سيئة جدا، وتصاب بها الكثير من النساء (اكثر من الرجال، وهذا دليل علمي آخر أنّ النساء أقوى ؛)، وترتبط -غالبا- بموعد الدورة الشهرية. راقبي نفسكِ شهرا تلو آخر، واعرفي ما يزيد الصداع وما يقلله، وستجدينه -بإذن الله- يخف تدريجيا.

ألف سلامة عليكِ مرة أخرى، وتذكري أن أسباب الشقيقة في معظمها نفسية-عصبية، فاسترخي 🙂 الحياة حلوة (كما أرى في مدوّنتك).

سلمتِ.

Reply
حسن باتي 22 يناير 2012 - 6:53 م

ألف سلامة عليكي أختي إيناس , لا بأس عليكي طهور إن شاء الله
بلاء من رب العباد تكفير وتطهير للإنسان , والحمد لله إنها جات على كدة مو أكثر , خيرة رب العباد وتستاهل الحمد والشكر , ربي يطمنا عليكي في القريب العاجل =)

Reply
عماد محايه 23 يناير 2012 - 4:54 م

السلام عليكم
لا بأس عليك أختي ايناس طهور ان شاء الله

يبدو أنك تأثرت كثيرا باستهزاء بعض الأطباء بالآلام التي تعانين منها لكني اختلف معك تماما في قولك ب “لا تثقوا بالأطباء” ذلك أننا دائما -وهي طبيعة الإنسان- أننا نضخم التصرفات السلبية من الآخرين في حين أننا نرى أن التصرفات الايجابية التي تصدر منهم أمر عادي.

فلو قارنت بين المرات التي تطببت فيها وشفيت وارات التي اخفق فيها الأطباء لوجدت الفارق بينها كبيرا جدا.

أسأل الله العظيم مرة أخرى أن يشفيك .. مع العلم أن الشقيقة لها أدوية فعالة والحمد لله.

تحياتي

Reply
عماد محايه 23 يناير 2012 - 4:57 م

اقتباس:
(اكثر من الرجال، وهذا دليل علمي آخر أنّ النساء أقوى ؛)،

؟؟؟؟!!!
لم افهم هذا الاستنتاج الغريب

Reply
إينـاس مليبـاري 24 يناير 2012 - 1:51 م

بيان ؛
ونعم بالله : )
جوزيت وبُوركت صديقتي على حديثكِ الهادئ ()

ذُهلاء ؛
يا الله : (
لا أدري كيف تحصل لهم هذه العلامات الصحيحة بينما يكون الألم
في قمته وأوجه في أجسادنا ؟
الله يستحق الحمدُ في كل حال ، وأسأل الله لك الشفاء وأن يرزقك
جسداً مُعافى : )

جُمان ؛
جميل ماذكرتيه لكنني أعتقد بأن حالتي هي وراثة عن أبي : )
والصداع في مجمله يحتاج لمراقبة ويختلف من شخص لآخـر
بشأن الأمور والعوامل التي تساعد على ذهابه . وبشأن ارتباط
الشقيقة بالدورة فلا أعلم لها شأناً حقيقة ؟! !
شكراً لحضورك الجميل : )

Reply
إينـاس مليبـاري 24 يناير 2012 - 1:58 م

حســـن ؛
ربي يسلمك ، شكراً على كلماتك : )
والحمدُ لله على كل حال ،
وبحق من ينظر إلى مصيبة غيره تهون عليه نفسه : )

عماد ؛
بحق كلماتك جعلتني أهوي سبعين خريفاً !
لم أنتبه كيف أن ربط بعض الكلمات قد ينتج عنها سوء فهم بطريقة غير مقصودة أحياناً : (
اعتذر بحق وأسأل الله أن يغفر لي جهلي والله من وراء القصد يعلم بأني لم أكن أعنيها كما هي مكتوبة
وجهود الأطباء مقدرة وبفضلهم بعد الله لما كنا أكملنا حياتنا ولكان نصف كرة الأرض أموات غير أحياء : )
فيارب بارك جهودهم وارزقهم من حيث لا يحتسبون : )
تم تعديل الكلمة : )
وعن الاقتباس فانتظر الرد ممن كتبته ، فأنا لا أعلم لها سبيلاً : )

Reply
ريما 25 يناير 2012 - 5:56 م

اللهُمَ أشفها شِفاءً لا يُغادر سَقما…اللهم آمــــين <3
طمنيني عليكي 🙂

Reply

اترك رداً على عماد محايه إلغاء الرد