الرئيسية كَوبُ حَيـاة . . ما بعد الأشياء

. . ما بعد الأشياء

بواسطة إيناس مليباري

السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحدثُ أن نفعلُ شيئاً ما لأجل اتمامه وفقط ، دون النظر إلى ( ما بعد اتمامه ) . أتحدثُ هنا عن فعل الأشياء التي نُحبها والتي لا نُحبها . هل حدث أن كنتَ في حالة ( بؤس ) شديدة وقد آتاك عزيزاً أكثر بؤساً منك يطلب مُواساتك ! ( يوه هوا أنا ناقص ) سيكون هذا فاتحةُ احتواءك له ، بالطبع بينك وبين ” بؤسك ” ولن تُفصح له مــدى توقيت بؤسه الخاطيء  ! . لكنّك ستجدُ نفسك بين مفرقين .. إما الامضاء أو الاحجام . أن تُحجم عن اخفاء ما بك وتُفصح له بأن ما ألمّ به قد زارك أيضاً ، أو قد تتخير الامضاء ، أن تمضي في تطبيبه والتربيتُ على أوردة قلبه حتى يغفو بؤسه ومن ثم .. تُعرّفه على بؤسك !

هل فكرت النظر إلى ما وراء الإحجام ؟ ما الذي حلّ به إثر قرارك ؟  وعن الامضاء .. ما الثمار التي حصدتها إثر اخفاء مابك اخفاءً مؤقتاً ؟ من تطبيبك ؟ . هل حدث أن عاد إليك ذاك البائس بعد شفاءه من نوبة البؤس تلك وأخبرك كم أن كلماتك خففت من وطأة ما يشعرُ به ، جعلتهُ يتخذ قرار أكثر عقلانية ربما ؟ خلّصَته كلماتك من الوقوع في براثن الحُزن أكثر ؟ ثم أحاطكَ بهالةٍ من الدعوات لامستْ بواطن الصدق ؟ كيف ستشعر حينها ؟

كان ما سبق مثالاً لما أودّ إيصاله ، لا أتحدث هنا عن تطبيب وتسكين الأنفس المنكسرة ، لكنني أتحدث عن الأثر الذي نتركه بفعلنا للأشياء المختلفة ، الأثر الذي ربما في أحايين كثيرة لا نلحَظه ، الأثر الذي ربما لتغافلنا عنه فقدنا همّتنا في أن نمضي في هذه الحياة أكثر ، أن نُنجز أكثر ، أن نُسعد أكثر .. أن نكون أكثر !

تذكر بأن كل فعل حسن يُورث خلفه شيئاً جميلاً ، حتى لو كان الحسن هذا تفعله على مضض ولا تدري أنه حسن من الأساس ! سيأتيك الأثر ليُخبرك بمدى حُسن صنيعك .. حاول البحث عن الأثر الجميل لكن لا تسعى له . لأنه سيأتيك راكضاً إذا وُجد الصدق في النية والإخلاص في العمل .

هذه التدوينة كُتبت إثر التأمل في الصورة أعلاه ، أكثر ما شدني فيها هو تلك الورقة المُلقاة على الأرض وقد نبت منها بُرعماً أخضر ، كيف أن الأشياء من بعد فعلنا لها .. تَحيا دون أن ندري !

You may also like

11 تعليقات

lady beba 17 نوفمبر 2011 - 3:48 م

تدوينه رائعك بروعة فكرك وتأملك..

فعلا الأثر حسن أسمى من مايوجده الانسان بحياة أي شخص مر به ..

ولو كان أصغر الامور التي فعلها دون تقدير لمعناها حينها .. سيأتي يوم يشعره بعظم فعلته 🙂

عن نفسي أجمل و أسمى امنياتي التي لاتعد .. أن أترك أثرا حميدا يبقي لي وان وراتني الحياة بعيدا عنهم لا

طوعا مني ..

كلماتك لامستني كثيرا ..ربما قد تكون أتت في الوقت ذاته الذي احتاج لسماعه ..

Reply
بدر الشايع 18 نوفمبر 2011 - 8:10 ص

كلمات رائعة

الكثير في حال بؤسهم يبحثون عن منقذ فكيف به أن يكون طبيباً …

باعتقادي أنها مسألة تدريب وتمرين للنفس لتقبل الآخرين ونحن في أسوأ حالاتنا

شكراً لك ولقلمك

Reply
بشرى 18 نوفمبر 2011 - 10:09 ص

عميقة جداً :”)
تأملي دائماً، فها أنتِ تخلفين أثراً جميلاً وراءك ..

Reply
آسيه الحدادي 18 نوفمبر 2011 - 4:04 م

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تدوينه جميله جدا. .. ولا عجب فصنائع المعروف تقي مصارع السوء
مرور سريع جدا ولا أحبذ أن يكون ردي هكذا –

Reply
إينـاس مليبـاري 24 نوفمبر 2011 - 11:14 ص

برو ؛
صدقتِ يا صديقتي ، علينا فقط أن نؤمن أكثر بأن اليوم الذي سنرى فيه
آلا مخاضنا التي عانيناها كثيراً .. قد أتت أُكلها ، سيأتي :”)

بدر ؛
تماماً كما ذكرت ، فلا شيء يدخل حياتنا كشرب الماء :”)
شكراً لإضافتك

بُشــرى ؛
حُضورك يُملئني بالكثير الذي لا أدري مصدره ! :”)
شكراً لك ،

آسيــة ؛
افتقدك أولاً () ()
مرورك كان كنسمة لطيفة تسرّ الزائرين :”)

Reply
مهند 25 نوفمبر 2011 - 9:25 ص

رائع اختي الكاتبة ايناس ، رائع جداً انتقاءك لعناوين كتاباتك وأيضا لكلماتك بالمدونة ، واعجبني كثيراً ” كل فعل حسن يُورث خلفه شيئاً جميلاً ” ، نعم حقا و يحتاج منا الى اخلاص في العمل مع الصبر .
اهنئك مرة اخرى على قلمك الفاخر ، وعلى كتاباتك الصادقة المعبرة ، استمري فلديك المزيد ولسوف نراكِ قريباً ان شاء الله في المكان الذي تتمنيه و الذي يليق بك وبكتاباتك الكبيرة الراقية واتمنى لك التوفيق وان كان لديك بعض من الوقت اتمنى ان تزوري مدونتي المتواضعة وتقبلوا تحياتي وعذرا عالاطالة مهند ..

Reply
المقداد 25 نوفمبر 2011 - 9:54 م

نحن نيأس كثيراً .. لكن لا بد من أن ينمو الأمل في داخلنا ونحن لا نعلم

,

لتواسي صديقك .. ولتحكي عن ألمك له .. وليواسيك هو أيضاً ..

شيء رائع ..

بوركتِ ايناس ..

تحياتي
المقداد

Reply
ود ..} 27 نوفمبر 2011 - 6:15 م

.
.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،
ما أجمل هذه التدوينة .. قرأتُها مرتينْ <3

بصدقٍ .. كُلما نظرنا إلى ما وراءْ الأشياء التي نصنعها .. أو لا نصنعها ، نتخذ قراراتٍ جديدة ولو بدونِ وعيّ منا !
بعكسِ ما إذا استمرينا في الحياة … بدون أن ننظر إلى ما خلفناه .. أ خيراً أم شراً !

وبكلٍ صراحةٍ يَحمِلَّهُ حرفيّ أنا من الأشخاص الذين لا يلتفتون أبداً إلى الخلفْ .. ولا يتقدمون أيضاً لرؤية ما خلف الأسوارّ ، بل يسيرون إلى حيث قراراتهم الجديدة فقط .

الأثر : أُغمضُ عينيّ عنه ، والباقِ أتغاضى عنه .. والمُخلّفْ أتناساهُ فأنساه ..
لا أدريّ ، ولكن هذا يُريحُني حينما يكونُ الأمر سلبيّ يحتوي بعضاً من البُؤسْ ، وذلك هرباً من الندم رُغم أنني لو رأيت أثره السيء لرُبما تعلمتُ أن لا اُعيد الكرة مرةً أُخرى .

أمـــا حينما يكونُ أمراً حسناً .. لرُبما الآن ( حاولتُ ) أن ألتفت إلى ما بعد إتمامهِ 🙂
فالأثر الطيب بلا شك .. يؤثر فيّ وفي الجميع .. تأثيراً طيباً يدفعُنا أكثر إلى فعل الأشياء الجميلة .

– إينــــاسْ : إشتقتُ إليكِ يا صديقتي ، وأتمناكِ بخيرٍ وسعادة ()

Reply
رغد 1 ديسمبر 2011 - 1:00 ص

صدقتي. .
أتعلمين بت أمنح الأخرين مايحتاجونه بنفس معطاءة لإسعاد ذاتي. .
فلقد قرأت منذ حقبة مقولة تحكي”على قدر عطائك يحتاجك الآخرون”
بدأت أتأمل بها وأتقلب في موازينها إلا أنني أيقنت بعدم صوابها فعلى قدر عطائك ستسعد ذاتك. .
وذلك منظوري لتقديم وبذل العطاء. .
أحيانا نحتاج لنفوس تربت على أوجاعنا،
تنتشل ثمالة كسورنا،
قد لانجد من يعيننا إلا أن جنود الله بصدق نياتنا ستكون بعوننا. .
سعادة ستلتف حةل حياتنا بشرائط ملونة ووجوه باسمة. .
جربت من ذي قبل. .
أن كنت في قمة وجعي وتحت أقصى حالات ألمي. .
كنت تماما أشلاء تنتظر ادق الأمور لتجهش بالبكاء. .
إلى أن استقبلني أحدهم بهم ينتزع الفؤاد. .
ليأسرني بهمه ولأنسى حجم ألمي والتهي بمداوة كسره. .
ولأتيقن أخيرا بأن جروحنا مهما كان ألمها بنظرنا ثمة من هو أشد واقسى. .
ودي

Reply
غير معروف 7 ديسمبر 2011 - 4:52 ص

[…] […]

Reply
إينـاس مليبـاري 8 ديسمبر 2011 - 3:47 ص

مهند ؛
ربي يسعدك على حديثك الجميل :”)
اسأل الله لي ولك حسن الصنيع لننعم بالأثر الجميل :”)
أعدك بزيارتك بإذن الله ،

المقداد ؛
ما أجمل ما ذكرت !
اللهم اجعلنا أوفياء بمن نحب :”)
شكراً لحضورك ،

ودّ ؛
جميل أن نعترف بنقاط قصورنا ، وأنا أُشاركك ما ذكرتي
لكن القادم أجمل بإذن الله
وحشتيييييني أكتتتتتر <3

رغد ؛
سبحانه إذا أعطى أدهش ()
تذكري هذا :")
أحببتُ ما ذكرتي () كوني بالقرب

Reply

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد