الرئيسية قِنديلُ الحِكمَة Laziness is the secret of success

Laziness is the secret of success

بواسطة إيناس مليباري

السّــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعمل أقل .. تنجح أكثر ! لـ إيرني زيلنسكي ، كان كتاباً خفيفاً جميلاً مليئاً بـ ” الاسترخاء المُبدع ” . يتحدث الكتاب في جُملته عن التّوازن بين العمل والــرّاحة ، وكيف أن أفكارك تتدفق كالنّهــر الجاري حين استرخائكَ ونهاياتكَ العصبية ! . فما كان هُتاف ” نيوتن ” بـ : ” وجدتها ” لولا أنّه كان يستظل مُستمتعاً تحت ظلّ شجرة التّفــاح ! وقِس على ذلك بقيّة الأمور .

ذكر زيلنسكي مبدأ ” الكسول المُنتج ” وهو ما سيكون بوصلتنا ووجهتُنا في هذه التدوينة .. الكسول المُنتج ، ما لهُ وما عليه ! .. كيف تجمعُ بين الكسل والانتاج في آنٍ واحد ؟!


يقول الكاتب بداية :

حتّــى تكونَ ناجحاً أكثر ، حاول أنْ تعمل أقلّ وأن تُفكّر أكثــر ” .

يعتمد مبدأ ” الكسل المُنتج ” على متفرّقات .. وهي كالتالي :

1. اعملْ بحبّ :

ليستْ المُعجزة أن نقومَ بما نقوم به من عمل ، بل أن نكون سُعداء بالقيام به ” – الأم تيريزا

أنْ تكون كسُولاً يعني أن تُقلّل إلى أقصى حدٍ من الوقت الذي تقضيه على الأشْياء التي لا تُحبّها وأن تُكثر إلى أقصَـى حدٍ من الوقت الذي تُنفقه على أعمال يسرّك فِعلها .


2. إعادة هيكلة ” تعريف النجاح ” : ( انسج تعريفك الخاص بك )

عندما سُئل ليوناردو دافنشي : ما هو أعظم إنجاز أنجزه في حياته .. أجاب : ” ليوناردو دافنشي ” !

إنّ أحد مفاتيح نجاح ” الكسول المُنتج ” هُو عدم القبول بالتعريف الذي يُقدّمه المجتمع ” للنجاح ” .

كلّما ركزتَ انتباهكَ على ما تفعلهُ عامّة الناس ، أدركتَ أن طريقة ” تقليد الناس بما يفعلونه ” ليستْ الوسيلة الناجعة لتتركَ بصمتكَ على هذا العالم .


3. العمل بذكاء أكثر وبجُهد أقلّ :

لا يطلب منكَ الله أن تنجحَ في كلّ ما تفعله ، لكنّــه يطلبُ منكَ أن تُحاول ” – الأم تيريزا

هُناك 3 أنواع من العمّال :

* الكسول المُنتج : الذّكي ، الخلاّق ، الذي يعملُ قليلاً ويُنتج كثيراً .

* المُدمن على العمل : الذي يعمل كثيراً ويُنتج قليلاً .

* هُو الذي لا يُنتج شيئاً : ولا يستحق أن يُذكر أيضاً ! .

كتب زيلنسكي نصاً هو ” هدّية السّمــاء ” لي :

قدْ تكون الكتابة صعبة للغَاية أحياناً .. ولكنْ إذا شعرتَ في أعماق قلبكَ أنّك تُريد أن تكونَ كاتباً ، فاعلمْ أن عدمَ الكتابة سيكونَ في النّهاية أصعبْ بكثير من الكتابة !

فإذا كنتَ تحلمُ بتأليفِ الكتب ، فألّف كُتباً ! لأنّك إن لمْ تفعل ذلك فستجد أنّ الألمَ الذي سيأتي عنْ عدم تحقيقكَ لأحلامكَ هُو أقــوى ألمْ قد تشعُر به يوماً ! .


حين أنهيتُ قراءة كلّ هذا الجمال وجدتُ عبق سيرة مُصطفانا تتوهّجُ إشراقاً ، تنتظرُ من يُظهرها ويُبديها لتبدو ” زينة للنّاظرين ” وجدتُ بأنه حين قال عليه أفضلُ الصّـلاة والسّــلام : ” أحبّ الأعمال إلى الله أدْومها وإن قلّ ” ، فهذه دعوة للعمل القليل الدائم المُستمر غير المُنقطع ، هي ليستْ دعوة للتكاسل والتقاعس تماماً كما كان يقصدُ هذا الـ زيلنسكي ! .. ليستْ دعوة لأنْ نعبّد طُرقنا نحو الرّاحة وأن نهجر الكدّ والجُهد .. لكنّها دعوة لإحياء عبادة ” التأمّــل والتفكّــر ” فما جاء الوحي لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه إلاّ حين خلوته بنفسه في الغار .. يتأمّــل ، يفكّــر ( الاسترخاء الذي استعاض عنه الكاتب بمصطلح : الكسل ) .


زاوية ،

* هذه القراءة لهذا الكتاب أقلّ مما يستحق ، أنصح بقراءته لكل من يودّ قنينة ” وقود ” ليحلق كالصاروخ !

لقد رزقَ الله سُبحانه وتعالى لكل عُصفور ” دودة ” ولكنّه لمْ يُسقطها في عُشّــه ب د جايمس

لربّما أولئك الّذين حقّقــوا إنجازات أكثر هُم الّذين حلموا أكثر ستيفن ليكوك


You may also like

4 تعليقات

الهنوف العبدالله 3 يوليو 2011 - 3:31 ص

رائع
مفهوم جديد للإنجاز وقراءة أكثر من رائعة
سأقتنيه بإذن الله

تذكرت مقولة جميلة عندما مررت من هنا
وهي : أن الوقت الذي تضيعه وأنت مستمتع
لا يعد ” وقت ضائع ” أيضاً أن لا أؤكد هنا على إهدار أوقاتنا في المتع
لكن لنفسك عليك حق 🙂
النجاح لا يعني إجهاد نفسك في العمل وإن كان لكل اجتهاد ثمره
إلا أن تعريفك الخاص للنجاح للإنجاز قد يكون مختلفاً
ولا شك أن استمتاعنا بما نقوم به يجعلنا نبدع أكثر 🙂

شكراً نوسة ,

Reply
إينـاس مليبـاري 6 يوليو 2011 - 10:38 م

هنوفتي ؛
صدقتي بأن العمل المُضني لا يعدّ مقياس للنجاح :”)
اقتنييه الآن ! لتحظي بالمتعة والفائدة معاً () ()
مررحباً بك يا حبيبة

Reply
حسن 11 يوليو 2011 - 2:41 ص

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :

ههههههههه بيصير يا كسلان مدحه بدل ان كانت ذم ..!

بصراحه اجد نفسي تنشحن ايجابيه وتفاءل عندما اقراء ما كتبتي .

فشكراً على ما بذلتي .

Reply
إينـاس مليبـاري 17 يوليو 2011 - 7:39 ص

حسن ؛
أسعدك الباري على إطراءك :”)
وأتمنى لك كسلاً منتجاً بإذنه ،

Reply

اترك رداً على إينـاس مليبـاري إلغاء الرد